vendredi 9 août 2024

أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ



18. يقولون: "يمتلك المستقطِبون الإرهابيون الإسلاميون قدرة عجيبة على غسل أمخاخ المسلمين العاديين غير المتطرفين".
أقول:
- علميا: يخرج قرار القتل من مخ الإرهابي وليس من فوّهة بندقيته. يبدو لي أن مخ البشر عموما (ومخ المسلم لا يمثل استثناءً بيولوجيا) ليس معدة نغسلها ونخلّصها من أغذية سامة دخلتها وليس خرقة وسخة ننظفها بالماء والصابون. المخ هو أهم وأعقد عضو بالجسم وليس من السهل غسله
On peut formater facilement un ordinateur mais il est impossible de formater un cerveau si ce dernier n`est pas prédisposé à être formaté.
يتكون المخ البشري من حوالي مائة مليار خلية عصبية مخيّة (Neurone). كل خلية تتمتع بكفاءة عالية على ربط عشرة آلاف وصلة عصبية مع مثيلاتها. ينبثق من هذا التعقيد (la complexité) مليون مليار وصلة عصبية (dix puissance quinze synapses émergent de l`épigenèse cérébrale). لم يصنع العلم حتى اليوم حاسوبا يضاهي المخ البشري في قدرته العجيبة على تجميع كمٍّ هائلٍ من المعلومات وفرزِها وتبويبها واستحضارها وتوظيفها عند الحاجة. عملتُ 38 سنة وأنا أدرّس علوم الحياة والأرض ولم أنجح في غسل مخ تلميذ واحد
Au contraire, j`ai appris que les connaissances ne changent pas les valeurs.
المخ مثل العين، لا يرى إلا ما يشاء أن يرى.
- فكريًّا: نشرتُ ألفَ مقال على الفيسبوك ولم أتمكن من زحزحة قناعات قارئ واحد وكنت أطير من المتعة الفكرية لَمّا يتقاسم مقالي عشرة أصدقاء. درّستْ دولة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي سابقا الإلحادَ في جامعاتها لمدة سبعين حولا ومنعتْ تعليم الدين ونشره وعندما انهارت رجع جميع المواطنين السوفيات إلى دياناتهم الأصلية. احتل المسلمون أسبانيا مدة ثمانية قرون ثم غادروها غصبا عنهم فرجعت كما كانت قبل الاحتلال مسيحية. فتح المسلمون مصرَ وبقي الأقباط المسيحيون خلال ثلاثة قرون يمثلون الأكثرية فيها وإلى اليوم يمثلون عُشر المصريين. في شمال أفريقيا، لم يُسلِم كل السكان الأصليين من بربر إلا بعد ثلاثة قرون من المقاومة. في المقابل وخلال عشريتين فقط أسلم تقريبا كل سكان الجزيرة العربية على يد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
خلاصة القول: لا يغيّر الإنسان دينه أو مذهبه أو فكره أو إيديولوجيته بسهولة ولا ولن تستطيع أي قوة في العالم إجباره على ذلك إن لم يكن هذا التغيير يستجيب إلى رغبة داخلية لدى الفرد أو الجماعة. لو زرعتَ نبتةً في غير تربتِها فلن تَنْمُوَ مهما رعيتَها وإن زرعتَها في تربتها فسوف تَنْمُو مهما تواضع المجهود. علينا إذن أن نحرث تربتنا ونهوّيها وننقّيها من الشوائب والأدران والطفيليات بدل أن ننسب النجاحات إلى غير أصحابها.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire