dimanche 11 août 2024

أفكارٌ تعارضُ السائدَ وقد تحرّكُ الراكدَ



21. يقولون: "رمضان: شهر إفراط في الاستهلاك وكسل في العمل واحتكار في السلع الغذائية وزيادة في الأسعار".
أقول: منذ أربعة عشر قرنا ونحن نردد هذا النقد الوجيه لأفضل شهر عندنا ورغم ذلك لم يتغير سلوك المسلمين في كل أنحاء العالم. لماذا نصرّ إذن على تغيير سلوك لا يمكن أن يتغير ولن يتغير إلا حين نخترع سيارة تتحرك دون طاقة !
يبدو لي أنه من الأفضل لنا أن نقبل واقعنا ولا نتمادى في جلد ذاتنا ونرضى بما فرضه الله علينا وهو أدرى منا بمصلحتنا ونكف عن التشكي والتباكي ونحوّل نقطة ضعفنا إلى نقطة ارتكاز فانطلاق.
كيف ؟
أبدأ بتشخيص الواقع:
- رمضان شهر صيام. هذه مسلّمة دينية لا جدال فيها.
- رمضان شهر تنخفض فيه القدرة على العمل اليدوي والفكري. وهذه مسلّمة بيولوجية لا جدال فيها ونحن لم نخلق أجسامنا الضعيفة بل الله هو الذي خلقها. فلماذا الكِبَرُ والعنادُ إذن ؟ قد يسعف جسم الصائم هرمون الأدرينالين في بعض حالات الضعف لكنه لن يسعفه يوميا على مدى شهر كامل.
- رمضان شهر يزيد فيه الاستهلاك الغذائي. وهذه مسلّمة اجتماعية لا جدال فيها.
أجتهد وأقترح وأنا واعٍ تمام الوعي أن اجتهادي الفردي ناقص ومحدود ولن يكتمل إلا بمشاركتكم ونقدكم الهدام لفكرتي والبنّاء للمصلحة العامة:
- أقترح إعلان رمضان شهر عطلة رسمي للعمال والموظفين والتلاميذ والطلبة (avec un double salaire pour ceux du service vital de trvailler)، عطلة متحولة حتى نحول تأنيب الضمير لقلة العمل في رمضان إلى إحساس بالرضاء والاستمتاع بشهر راحة بعد عمل إحدى عشر شهرا.
- أقترح التشجيع على الادخار البنكي كامل السنة استعدادا لقدوم رمضان أو تمكين كل العمال بالفكر أو الساعد في القطاع العمومي والخاص من حقهم في مرتب إضافي (13ème mois) حتى يواجهوا مصاريف رمضان. في رمضان يزداد استهلاك المنتوجات التونسية فينتعش رأس المال المحلي ومعه الاستثمار الوطني وتنقص البطالة وتقوى المنافسة فتتعدل وتستقر بطبعها الأسعار. يتمتع الأوروبيون بشهر راحة سنويا، يخرجون فيه للسياحة ويستمتعون ويستهلكون ويصرفون خلاله مدخرات سنة كاملة. الحمد لله أننا نرمضن في أوطاننا ونربّح فلاحينا وتجارنا، أما المحتكرون -وهم والحمد لله قلة- فـ"مَن غَش فليس منا" !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire