vendredi 30 août 2024

أين تَسْكُنُ "النفس الأمّارَة بالسوء" داخل جسم الإنسان ؟

 

 

 

الجواب العلمي (حسب اجتهادي المتواضع): من حسن حظنا أنها تتقاسم السكن مع "النفس الأمّارَة بالخير" داخل كل خلية بشرية من خلايانا، وعدد هذه الأخيرة يقارب 100 ألف مليار خلية. إن النفسَين المتناقضتَين والمتخاصمتَين باستمرار، هما ببساطة مجموع جيناتنا وعددها 25 ألف في كل خلية

Et cest notre ADN.

المفارقة الكبرَى أن جيناتَنا جُبِلت على الخير والشر في نفس الوقت.

Nos gènes ont été sélectionnés naturellement pendant des millions dannées.

ما هو عملُ الخير ؟

هو التضامن والحب والإيثار والتسامح والعفو والكرم، شعورٌ يكنّه الفرد إلى أعضاء مجموعته وهي مجموعة غير ثابتة أي تتغير حسب المحيط (المكان، الزمان، السنّ، الإرث الصحي والمالي والثقافي والرمزي والاجتماعي، الحالة الصحية والمادية والنفسية والاجتماعية، إلخ.)، مجموعةٌ قد تتسع وتضيق حسب الظروف الطارئة، وقد تتكون من العائلة الضيقة أو العائلة الموسعة أو القبيلة أو الحي أو البلدة أو الجهة أو البلاد أو الأمة أو اللغة أو الدين أو الثقافة أو القومية أو العِرق أو الإيديولوجيا أو الحزب أو النقابة، إلخ.

ما هو عملُ الشر (أو السوء) ؟

هو التنافس، العدوانية، الأنانية والجشع والإقصاء والعنصرية والتباغض، شعورٌ يكنّه فرد من مجموعة "أ" نحو فردٍ أو أفراد من مجموعة "ب"،  هذه المجموعة "ب" قد تتجسد بالنسبة لنا في الأجنبي أو الغربي أو اليهودي أو الملحد أو المختلف عنّا عمومًا.

كيف نكسر من شوكة "النفس الأمّارَة بالسوء" ونقوّي من شوكة "النفس الأمّارَة بالخير" ؟

لا سبيلَ إلى ذلك إلا بِشنِّ حربٍ على الأولى بمساعدة الثانية (المعضلة أن الاثنتَين موجودتان في شخصٍ واحدٍ)، حرب لا صلح فيها ولا مصالحة، حربٍ أسلحتها الوحيدة هي التربية والتعليم والصبر والرضا بالقدر، حرب لا منتصرَ نهائيَّا فيها، وللأسف الشديد هي حربٌ تتجدد مع كل مولودٍ جديدٍ، لأن الجينات (ADN) تتجدد بالوراثة. أما "مقاومةَ شرّ النفس وتقويةَ خيرها" فهما صفتان مكتسبتان أو لا تكونان ! لذلك لا نهضةَ لشعبٍ إلا عن طريق التربية (Éducation) ولا طريقًا آخرَ متاحًا لنا اليومَ غير التربية.

سُئل مرة مؤرّخ الثورة الفرنسية، جول ميشلي (1798-1814): 

- ما هي أول مرحلة في السياسة ؟ 

- فأجاب: التربية. وما هي الثانية ؟ فأضاف: التربية. وما هي الثالثة ؟ فأردف: التربية. 

 

Conclusion de Christian de Duve, Prix Nobel de médecine en  1974, Un biologiste-moraliste :

Les individus humains ont été sélectionnés naturellement à travers des millions d’années pour être : 

·        solidaires à l’intérieur de leur groupe : famille, nation, religion, idéologie, paradigme scientifique, système philosophique, langue, parti politique, syndicat, etc. (أي النفس الأمّارَة بالخير).

·        Et en même temps hostiles envers les autres groupes : nation étrangère, religion différente, langue différente, paradigme scientifique différent, système philosophique différent, culture différente, parti politique adverse, etc. (أي النفس الأمّارَة بالسوء)

خاتمة مواطن العالَم: 

لذلك نستنتج أن الشر لم ينقرض من الأرض (الحرب، الفساد، السرقة، الكذب، الغدر، الخيانة، الإجرام، إلخ.) ولن ينقرض مادام يُتوارَثُ في الجينات، ولا قدرة لنا عليه، هو قَدَرُنا المشئوم والمحتوم، لكن علينا الحدّ من سلبياته عن طريق التربية والتعليم. ونستنتج أيضًا أن الخير لم ينقرض من الأرض (التعاون، الرحمة، الحب، إلخ.) ولن ينقرض مادام يُتوارَثُ في الجينات أيضًا، نرحّب به، قَدَرُنا المحمود والمحتوم، وعلينا تنميته عن طريق التربية والتعليم أيضًا. 

 

 

مجموعةٌ من الأسئلةِ، أرّقتني طيلةَ عقود، وجدتُ لها اليومَ جوابًا في هذا الكتابْ ؟

 

 

Ma source d’inspiration : Génétique du péché originel. Le poids du passé sur l`avenir de la vie. Christian de Duve (Prix Nobel de médecine 1974, biologiste-moraliste), Editions Poches Odile Jacob, Paris, 2017, 240 pages.

 

الأسئلة التي كانت تُحيّرني:

  • لماذا يتحارب البشر فوق الأرض وفيها من الخيراتِ ما يكفيهم وزيادة ؟
  • لماذا ننفق أموالاً طائلةً على الهدمِ ولو أنفقناها على البناء لأصبحت الدنيا جنة على وجه الأرض، ولَانْقرضَ الفقرُ والجهلُ والجوعُ وزالت جل الأمراضِ ؟
  • لماذا لا نرى للأخلاق الوضعية ولا للأخلاق الدينية أيّ تأثيرٍ على السلوكات الأنانية والعُدوانية للبشر ؟ 
  • لماذا لم يجلب لنا العِلمُ كل المنافع التي كنا ننتظرها منه ؟
  • لماذا تَبنّيتُ مفهوم المواطنة العالمية ؟ (justification a posteriori)
  • لماذا اخترتُ مفهوم "ما فوق الوراثي" أو "التخلق" (L`épigenèse) كموضوع لأطروحة الدكتوراسنة  2007 ؟ (justification a posteriori)

نص صاحب الجواب في كتابه، صفحة 165:

"الانتقاء الطبيعي الدارويني" (La sélection naturelle) انتقى في النوع البشري نوعَين من المميزات (Les traits):  مميزات تعزّز اللحمة داخل مجموعة بشرية معيّنة (عائلة، قبيلة، نقابة، وطن، عِرق، طائفة، لون، دين، إلخ.)، وفي نفس الوقت مميزات تدعّم العداوة حيال المجموعات الأخرى: على المستوى الاجتماعي، انتقى "الانتقاء الطبيعي" بعض القِيم، مثل التضامن، التعاون، التسامح، الشفقة، الإيثار. قِيمٌ وصلت إلى حد التضحية بالنفس من أجل مصلحة مجموعة بشرية معيّنة، قِيمٌ إيجابيةٌ كوّنت أسس العيش المشترك داخل المجتمعات البشرية المختلفة، كلّ على حِدَةٍ. لكن خراجَ هذه القِيم بقي بشكل عام مقتصرًا على أعضاء المجموعة دون سواها. 

القيم الإيجابية ولّدت لدى أفراد المجموعة الواحدة النزعة الدفاعية المفرطة، انعدام الثقة في الآخر، التنافسية والعِدائية حيال أعضاء المجموعات الأخرى. القِيم السلبية وُلِدَتْ من رحم القيم الإيجابية وهي التي كوّنت بذور الصراعات والحروب التي تركت بصماتها على طول تاريخ البشرية جمعاء حتى يومنا هذا.

هذا التحليل يرجع بنا إلى عشرة آلاف سنة قبل عصرنا الحالي، عصر كانت فيها مجموعات قليلة من البشر البدائيين تعيش في القارّة الأفريقية وتتخاصم حول أهم المصادر الغذائية التي توفرها لهم الغابة أو السافانا (la savane). في البداية كانت تُحدَّد المجموعة حسب علاقات القرابة الدموية السائدة داخل العائلة أو القبيلة طِبقًا للصفات المبرمجة في الجينات. (إضافة مواطن العالَم:

Notre ADN est un logiciel performant et sophistiqué mais il est très ancien et conçu pour l`homme primitif de la forêt.

لا تغترّ أيها الإنسان، فأنتَ والشانبانزي تتشابهان في 98،5% من الجِينات المشتركة (des gènes communs)، وأنت وشجرة المَوز في 60%، أما نبات الأرز يفوقُك في الجينات عددًا: هو 30-40 ألف جِينة، وأنتَ 25-30 ألف فقط !). مرّ زمنٌ وأتى آخر، وتوسعت المجموعة البشرية المعيّنة الصغيرة، فضمّت أراضي مشتركة، مصالح مشتركة، امتيازات مشتركة، اعتقادات مشتركة، قِيم مشتركة (des valeurs partagées)، أحكام مسبقة مشتركة (des préjugés)، أحقاد مشتركة، أي الاشتراك في سلوكات (des comportements) تدعم وحدة هذه المجموعة لا غيرها، "مجموعتنا ضد مجموعتهم" (إضافة مواطن العالَم: مقولة "مجموعتنا ضد مجموعتهم" تُتَرجَم بلغة عصرنا، فتصبح:  يهود ضد عرب، غرب ضد باقي العالَم أي المركزية الأوروبية، دار الإسلام ضد دار الحرب، بورجوازية ضد بروليتاريا، شيوعية ضد رأسمالية، يسار ضد يمين، داعش ضد بشار، إخوان ضد السيسي، مدينة ضد ريف، الرجل ضد المرأة، الحاكم ضد المحكوم، الأغنياء ضد الفقراء، العالَم الأول ضد العالم الثالث، أعراف ضد عمال، محامون ضد قضاة، إلخ.).

ما هي الإيديولوجيات العصرية التي تدعم اليوم الوحدة داخل المجموعة الواحدة وتؤجج الصراعات وتشعل الحروب بينها وبين المجموعات الأخري ؟

هي إيديولوجية القومية، غربية كانت أو عربية. هي الإيديولوجية الدينية، إسلامية (سوريا، العراق، ليبيا، مصر، أفغانستان) كانت أو يهودية (إسرائيل) أو بوذية (بيرمانيا، التيبت، الكشمير). (إضافة مواطن العالَم: هي الإيديولوجية الامبريالية، رأسمالية أمريكا كانت أو شيوعية الصين).

صفحة 166:

من سوء حظ البشر أن "الانتقاء الطبيعي الدارويني" لم  ينتقِ لفائدتنا قيمتَي الحيطة والحكمة الضروريتَين لتوليد الرغبة في تقديم التضحية بالامتيازات الحينية في سبيل التحضير لمستقبل أفضل للإنسانية جمعاء. على العكس انتقى لنا قيمة البحث عن المصلحة الحينية، سواء كانت فردية أو جماعية، وهذا ما يفسّر استغلالنا اللامسئول للثروات الطبيعية، ويفسر أيضًا تجاهلنا للعواقب الوخيمة التي قد تنجر عن فعلنا المشين هذا. عواقبٌ بدأت اليوم تهدد جنسنا البشري وتهدد بالانقراض أنواعًا كثيرة من الكائنات الحية الأخرى، حيوانات ونباتات.

لم يعد يشغلنا كل ما يتجاوز مستقبلنا الحيني مثل ما بعد التقاعد أو أمل حياتنا (lespérance de vie) أو مصير أولادنا وأحفادنا من بعدنا.

ما أردتُ تبليغَه كعالِم بيولوجيا يتمثل في التأكيد على أن القيم السلبية (النزعة الدفاعية المفرطة، انعدام الثقة في الآخر، التنافسية والعدائية حيال أعضاء المجموعات الأخرى) هي قيم فطرية جينية وراثية  مبرمجة لإنتاج إنسان لزمانٍ غير زماننا، زمان سبقنا بعشرة آلاف سنة عند بداية تشكل المجموعات البشرية الصغيرة في إفريقيا أولا (من 3.000 إلى 10.000 نسمة). قيم وسلوكات كانت صالحة وضرورية في ذلك العصر، عصر ندرة الموارد الغذائية أو صعوبة التحصل عليها. صفات ساعدتنا على الصمود في طورٍ من أطوار تطورنا الطبيعي (L`évolution) ولولاها لانقرضنا كالديناصورات ولَذهبت ريحنا ولم تبق إلا أحافيرُنا (Fossiles humains). هذه القيم أو الصفات أو السلوكات أصبحت اليوم عبئًا ثقيلاً نحمله منذ الولادة، وباتت معطِّلة للقيم الإيجابية فينا (التضامن مع المجموعات الأخرى، التعاون معها والتسامح والشفقة والإيثار والمساواة).

انتهى الاستشهاد.

خلاصة القول وليس خاتمته:

الإنسانُ لا يولدُ إنسانًا متحضّرًا منذ البداية بل يصبح متحضِّرًا بجهده وعلمه وثقافته: لا أقيسُ على الإنسان الغربي الحالي، فهو في الواقع أقل منا في العمق تحضرًا، وإلا لَما احتلنا وقتل منا الملايين ظلمًا وبهتانًا، ولَما قصفنا بالطائرات في بور سعيد وبنزرت والساقية ودمشق وبغداد وطرابلس و.. و... ولَما باع لنا سلاحًا فتّاكًا من صنعه وترويجه وتآمره وانتهازيته.

يولد الإنسان طبيعيًّا  (L`homme de la nature)، وهو حضاريًّا أقرب لإنسان القرن  3000 قبل-الميلاد، أكثر من قُربه إلى إنسان القرن 21 ميلادي. إنسانٌ تولد معه غرائزه المحدَّدَة شبه كليًّا من قِبل جيناته، غرائزٌ تشده إلى الأسفل، أي إلى الحيوانية، إلى الطبيعة، إلى الأنانية. غرائز تحدّد القيمَ السلبية فينا (النزعة الدفاعية المفرطة، انعدام الثقة في الآخر، التنافسية والعِدائية حيال أعضاء المجموعات الأخرى). 

المتدينون يسمّونها "النفس الأمّارة بالسوء"، وعلماء النفس يسمّونها "الهُوَ" في اللاوعي (LeÇa ).  نفسٌ أمّارةٌ بالسوء وهي نفسٌ موروثةٌ (Le tout-génétique)، تقابلها  نفسٌ مكتسبةٌ بواسطة ما ينبثق عن التفاعل المستمر بين الجينات الموروثة والمحيط (محيط الجينات الخلوي والمحيط الخارج عن الجسم تمامًا

Cest cequon appelle l`épigenèse, sujet de ma thèse de doctorat, UCBL1, 2007

وهي نفسٌ أمّارةٌ بالخير وإذا كنتَ علمانيًّا سمّها النفس المتحضرة المتسلحة بالقيم الإيجابية فينا (التضامن مع المجموعات الأخرى، التعاون معها والتسامح والشفقة والإيثار)، وإذا كنتَ متديّنًا سمّها جهادًا ضد "النفس الأمّارة بالسوء"، وإذا كنتَ فرويديًّا (la psychanalyse de Freud) سمّها صراعًا مريرًا بين الثقافة والطبيعة

Interaction entre culture et nature d`où émerge l`homme de l`homme au dépens de l`homme de la nature

 صراعًا بين "الأنا" في الوعي (Le Moi) و"الهُوَ" في اللاوعي (LeÇa ).

المهم هو الجهادُ الذي قد يحدّ من سيطرة شهواتنا وغرائزنا على سلوكاتنا اليومية. جهادٌ يهذبها، يعلمها، يربيها، يَشْكُمُها، يطهِّرها من أدرانها ويقودها برفقٍ نحو الرقي والتمدن والتحضر والرقة واللياقة والأدب والذوق الفني الرفيق وصقل الحواس والحب والتواضع ونكران الذات والتطوع من أجل خدمة الغير.

نصقلها بالدين، بالفلسفة، بالفن، بالتصوف، بالعلم، بالزهد، بالتقوى، كلها أنواع راقية من مواد التطهير: وسائل نبيلة لبلوغ غايات أنبل.

وإذا لم نبذل هذا الجهد فرديًّا وجماعيًّا، ونحن التونسيون في الواقع وللأسف لم نبذله (يساريون وإسلاميون وقوميون وليبراليون)، لذلك لم تُغيِّرنا الأخلاق الإسلامية ولا اليسارية، فلا دين فينا نفع ولا علمَ ولا فلسفةَ !

أما كيف ثَبَّتَ فيّ هذا الكتابُ اختياري للمواطنة العالمية (justification a posteriori)، فأظنه سؤالٌ لا يتطلب شرحًا على الشرح الذي سبق. المواطنة العالمية، أراها تمرّدًا على الفطرة وعلى التقوقع وخروجٌ إراديٌّ عن الهوية الأمازيغية-العربية-الإسلامية دون انبِتاتٍ فجٍّ، خروجٌ عن الانتماء القومي الضيق أو الديني المتعصب، خروجٌ إلى آفاقٍ أرحبَ، آفاقٍ لا نرثها بل نكتسبها. المواطنة العالمية هي الاستعداد للشعور بالحب لكل البشر دون تمييزٍ، هي سموٌّ على غرائز العصبيات القبلية والوطنية والدينية والعِرقية والطائفية واللغوية، هي مستقبلُ العالَم خاصة في عصر الاتصالات والمواصلات، عصرٌ افتراضي (Facebook, Twitter, YouTube, etc)، عصرٌ اختفت فيه الحدود ومعها التأشيرات والجدران العازلة، عصرٌ أصبح فيه للإنسان جناحان افتراضيان وأصبحنا كالعصافير لا نمرّ من البوابات الحدودية، حلمٌ تحقق، حلمٌ غير مبرمجٍ في جيناتنا. 

أحلامي كل يومٍ تكبرُ، ويومي أصبحَ أفضلَ من أمسِي. يبدو أن واقعي أصبح أسرع من أحلامي: أكتبُ مقالاً وأنا في "مقهى الشيحي التعيسة التي لم تعد تعيسة"، فيتفاعل معي في الحين صديقٌ افتراضيٌّ في موسكو أو واشنطن، حلمٌ للإنسانية تحقق. للأسف واقعي يسبق جيناتي، مورّثاتي لا تطاوعني، خَطْوَتُها بمليون سنة، ما أبطأَها، لم أعُدْ أطِيقُ انتظارَها.. جيناتي المتخلفة !

آه يا جيناتي لو تلحقي بأحلامي، وتزرعي في جنبَيَّ جناحَين كجناحَي طير، أزورُ بهما ابنتي عبير حبيبتي في كندا، لم أرها منذ ثمان سنوات، أعِدُكِ، أضمّها مرة واحدة ثم أقفل راجعًا، حفيدتي سلمى دخلت المدرسة ولم أقبّلها لا عند الذهابِ إلى المدرسة ولا عند الإيابِ منها !

 

Un poète palestinien gazaoui tué par les israéliens

 

 

(…) S’il était écrit que je dois mourir

Alors que ma mort apporte de l’espoir

Que ma mort devienne une histoire

 

Poète, écrivain et prof de littérature à Gaza, Refaat Alareer, a été tué dans la nuit du 6 au 7 décembre 2023, ainsi que sept autres membres de sa famille, lors d’un raid israélien qui a visé sa maison. Il avait écrit ce poème en anglais le 1er novembre 2023.

Source : Manière de voir, Le Monde diplomatique,  février-mars 2024, page 93.

من أين أتت كلمة فلسطين ؟ ترجمة مواطن العالم

 

 

رأي من جملة آراء:

Source : Manière de voir, Le Monde diplomatique,  février-mars 2024, page 93.

المؤرخ الإغريقي هيرودوت (485-425 قبل المسيح) هو أول من ذكر كلمة فلسطين (les philistins) وهؤلاء الفلسطينيين جاؤوا من جزيرة كريت اليونانية وكانوا ينتمون إلى الموجة الثانية من "شعوب البحر" وحاولوا غزو مصر في القرن 12 قبل المسيح (تحت حكم رمسيس الثالث) لكنهم استقروا في سواحل "كنعان" أين أسسوا دولة فيدرالية تتكون من خمس مدن (غزة، عسقلان، أشدود، غات وأكرون). حسب "العهد القديم" لم ينتصر اليهود على السكان الأصليين إلا بعد مقاومة شديدة دامت قرنين من الزمن.

انتهى النص الأصلي في المجلة.

سؤالي التالي موجه إلى الراسخين في علم التاريخ الحديث وليس في علوم الدين، إسلام أو يهودية: هل فلسطينيو اليوم العرب هم أحفاد (les philistins) الغازين أم أحفاد السكان الأصليين المقاومين الكنعانيين ؟

jeudi 29 août 2024

ما هو أكبرُ خطرٍ يهددُ مستقبل العالَم ؟ تأليف كريستيان دو دوف (جائزة نوبل في الطب1974 ) (هذا النص يوجد مكتوبًا على غلاف هذا الكتاب)

 

 

نص المؤلف وترجمة مواطن العالم:

الأخطارُ التي تهددُ مستقبل العالَم هي أخطارٌ معروفةٌ ووسائل الإعلام العالمية والمحلية تتناقلها يوميًّا: جشع الرأسماليين، الحروب، صناعة الأسلحة، الاحتباس الحراري، التلوث، نقص التغذية، إلخ. لكن ما لا يقولوه لنا هو اسمُ الخطر الأساسي والرئيسي وهو المتسبب في كل هذه الأخطار، خطرٌ يسكن في كل خلية من خلايانا، خطرٌ يولد معنا، خطرٌ نحمله طوال حياتنا ونورّثه لأولادنا، خطرٌ نتج عن الانتقاء الطبيعي الدارويني (La sélection naturelle)،  خطرٌ مكتوبٌ بالشفرة في جيناتنا (code génétique de l’ADN)، خطرٌ يتمثل في أنانيتنا، جشعنا، عدوانيتنا ضد الآخر، إلخ.

كيف نقاومه ؟

يجب علينا أن نكسب بعقولنا (L’acquis) حكمةً (Une sagesse) لم نرثْها في جيناتنا (L’inné). أما حكمة أسلافنا فلن تنفعنا كثيرًا، لأن حكماء الماضي لم يكونوا يعرفوا، ولا يمكن لهم أن يتنبّئوا بالأزمة الحالية التي تعيشها الإنسانية. لكن نصائحهم تبقى دومًا ثمينة، وخاصة النصيحة التي تقول: يجب علينا أن نأخذ العبرة من دروس التاريخ من أجل بناء مستقبلٍ أفضلَ.

 إضافة المترجم:

 نفس الخطر، نسميه نحن مجازيًّا في تراثنا الإسلامي "النفس الأمّارة بالسوء"، والمفارقة الكبرى أننا نملك الوصفة العلاجية (L’antidote) لكننا، وللأسف الشديد، لم نطبقها منذ انبعاثها، أي منذ 14 قرنًا، نصيحةٌ ثمينةٌ واسمها "الجهادُ الأكبرُ"، جهاد النفس الذي يتمثلُ في مقاومة أنانيتنا وجشعنا وعدوانيتنا ضد الآخر. ألمْ ينصحنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، أخيه في الإنسانية وليس أخيه في الإسلام فقط. أما حكمة سلفنا الصالح (الشريعة) فلم ولن تنفعنا كثيرًا ويجب علينا أن نخلق بعقول عصرنا شريعةً غير موجودة، لا في جيناتنا ولا في فقه علماء ديننا.

  


 

mercredi 28 août 2024

سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ ؟

 

 

-       السؤال الكبير:

العالَم يحتوي على خيرات تكفي ضِعفَ سكان العالَم لو قُسِّمت بعدل، فلماذا إذن كل هذا الصراع بين البشر: حروب عسكرية، حروب اقتصادية، حروب طبقية، حروب أهلية، حروب دينية، حروب إيديولوجية، حروب عرقية، حروب طائفية، حروب قومية، حروب عالمية، بطالة، بؤس، فقر، فقر، جهل، مرض، حدود محمية، جواز سفر، حداثة مجرمة في حق الإنسانية جمعاء، إلخ.

-       الجواب الكبير:

الجزء الأول:

الانتقاء الطبيعي الدارويني (La sélection naturelle) ميّز القِيم (Les traits) التي تعزز التضامن داخل المجموعة البشرية الضيقة التي ننتمي إليها، وفي نفس الوقت ميّز القِيم التي تدعّم العدوانية حيال المجموعات الأخرى.

Notre ADN est un logiciel performant et sophistiqué mais il est très ancien et il est conçu pour l`homme primitif de la forêt.

Notre ADN est le virus le plus virulent et on le transmet volontairement à nos enfants de génération en génération. Son antidote est l’épigenèse, c'est-à-dire l’éducation. Malheureusement pour l’humanité, l’ADN est héréditaire, et l’éducation est acquise.

الجزء الثاني:

أو بلغة قرآنية، قال تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا".

اجتهاد شخصي في التفسير و"من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد" (حديث قال لي صديقي الفيسبوكي على ناجح العلوي أنه ليس صحيحًا):

الفجور أعني به العدوانية.

التقوى أعني بها التضامن.

خَابَ مَنْ دَسَّاهَا: الحرب، التنافس المحموم، الظلم، الجشع، التعصب لِـدين أو إيديولوجيا أو لون أو جنس أو عرق أو طبقة، أو قبيلة، أو عرش، أو عائلة، أو وطن، أو قومية، أو لغة، أو طائفة أو مذهب أو نقابة أو حزب أو موطن، أو ولاية، أو أقلية مهنية (محامين، أساتذة، شرطة، إلخ).

أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا: التعايش السلمي، العدل، التعاون، التكافل، التسامح، الإيثار، الحب، الوئام، الأخلاق الحميدة، التربية، إلخ.

حمام الشط في 9 أكتوبر2020.