mercredi 20 juillet 2022

مبادرات بيداغوجية عالمية طريفة ومفيدة (المبادرة الأولى)

 

 

1.    المبادرة الأولى في جينيف

-         الدرس الأول: كان أستاذنا الكبير "أندري جيوردان" يدرّس  أطباء المستشفى مادة تعلّمية البيولوجيا (La didactique de la biologie)، يسحب أستاذنا طلبته الأطباء في آخر النهار إلى حاويات مهملات المستشفى الذي يشتغلون فيه ويطلب منهم أن يفتشونها بأيديهم باهتمام وجدية ويرتِّبون الأدوية غير المستعملة الملقاة فيها ويقارنونها بالأدوية التي وصفوها لمرضاهم في نفس اليوم. ويا لخيبة الأمل، يكتشف الأطباء المجتهدون أن مرضاهم لم يقتنعوا بوصفاتهم ورموا جل ما فيها أو كله في سلة المهملات حتى يتخلصوا منها ومن هنا تُطرح إشكالية الدرس: لماذا لا يستعمل المريض الدواء الذي وصفه له طبيبه ؟ هل لعدم نجاعة الدواء ؟ هل لتعقيد في استعمال الدواء ؟ هل خوفا من الأعراض الجانبية لهذا الدواء ؟ هل لعدم ثقة في الطبيب ؟

-         الدرس الثاني: طلبته الأطباء يواجهون أستاذَنا بما أنتجه مرضىاهم المصابون بِداء السرطان من تصورات علمية وغير علمية تصف مرضهم لحظة بلحظة، يتصفح الطلبة ما أنتجه مرضاهم ويكتشفون هذا الكم الهائل من المعلومات الدقيقة، معلومات لم يروا مثلهم في الجامعة فيندهشون لغزارة المعارف ودقة الوصف الذي لا يقدر عليه غير المرضى ولا يقدر عليه الطبيب المعالِج مهما علت شهائده. هل المريض هو وعاء فارغ يملؤه الطبيب بما يشاء ؟ هل المريض هو صفحة بيضاء يخط عليها الطبيب وصفته ؟ هل يَعْلم الطبيب أكثر من المريض ؟ هل الطبيب المختص في عضو فقط هو قادر على علاج هذا العضو في المريض دون الاهتمام بالأعضاء الأخرى ؟ هل يحق للطبيب فرض علاجه على المريض ؟ هل يحق للمريض رفض علاج طبيبه ؟ هل يحق للمريض التدخل في كيفية علاجه وتوقيته ؟

أستغل هذه الفرصة وألفِت نظر القارئ إلى اهتمام العالَم المتقدم بهذا العلم الجديد (الديداكتيك أو التعلّمية أو فلسفة التعليم-la didactique) وتعميم تدريسه في كل الاختصاصات وليس في التعليم  الجامعي فقط وانظر كيف نهمله نحن في تونس ولا نوليه أي أهمية ولا ندرّسه حتى لأساتذة المستقبل لا بل نهمله وفي بعض الأحيان نتركه لغير أهل الاختصاص يشوّهونه عن جهل مثل بعض المتفقدين البيداغوجيين في التعليم الثانوي  أو بعض الأساتذة المكوّنين  غير المختصين في الديداكتيك.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire