بدأت الحكاية
سنة 2010 عندما طلبتْ هذه الدار منّي ومن دكاترة في الديداكتيك أن نحوّل أطروحاتنا
إلى كتب ونبعث لها منها نسخًا ألكترونية. كلنا فعلنا ما طلبتْه منّا هذه الدار. سعّرتها
وعرضتها للبيع على النت ووعدتنا بنسبة من المداخيل. كتابي سعّرته بـ86 أورو. أكثر
من عشر سنوات مرت على النشر ولم أتلق ولو مليمًا واحدًا. هل باعت نسخًا من كتابي
أم لم تَبِعْ، الله أعلم ؟ بعثوا لكل واحد من زملائي نسخة ورقية مجانية إلا أنا.
لا أعرف لماذا ؟ راسلتهم ولا جواب ! ولا أعرف أيضًا هل تلقى زملائي أموالاً أم لا. أنا
متأكد من واحد منهم فقط، لم يقبض شيئًا مثلي حتى الآن.
هذه السنة
أعادوا الكرّة وطلبوا مني كالعادة نسخًا ألكترونية لكتبي الأربعة الأخرى (واحد
بالفرنسية وثلاثة بالعربية) بهدف ترجمتها لعدة لغات ونشرها وبيعها بالمراسلة. بعثتها
كلها على الفور. طلبتُ نسخة ورقية لكل كتاب من كتبي الخمسة في نسخها الأصلية
والمترجمة فطلبوا مني 360 أورو زائد تكاليف الشحن (مراسلاتهم البريدية مسجلة عندي
لمن يريد أن يتأكد من صدق ادّعائي).
لقائل أن
يقول وهو محق في قوله: "لا يُلدغ المؤمن من جُحْرٍ مرّتين".
توضيح: أنا
أنشر كتبًا من أجل المتعة الفكرية (le plaisir intellectuel) أولا وأساسًا وإذا جاء
بعدها مكسب مادي فمرحبًا بالمال. والدليل على صدق كلامي أنني أهديتُ ما يقارب
الـ500 نسخة ألكترونية ومثلها ورقية مجانًا لكل مَن طلبها مني بلطفٍ.
مفارقة: هم
يظنون أنهم استغفلوني وأنا أرى أن لهم فضلٌ عليّ: حلمٌ جميلٌ أن تنتشر كتبك
عالميًّا وحلمٌ أجملُ أن تراها مترجمة لعدّة لغات. الشريكان مستفيدان، لهم المادة
ولي الإحساس بالمتعة الفكرية المجردة والحمد لله.
ملاحظة: كنتُ
أظن أن دُور النشر التونسية فقط تتحايل على الكُتّاب المبتدئين أمثالي.
إمضائي: "إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك
فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 11 جويلية 2022.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire