vendredi 22 juillet 2022

مبادرات بيداغوجية عالمية طريفة ومفيدة (المبادرة الرابعة)

 

4. المبادرة الرابعة في فرنسا
حدثت وما زالت متواصلة حتى الآن. أستاذ تاريخ وجغرافيا فرنسي يرى أن الأعداد المسندة في الامتحانات إلى التلامذة قد تحبطهم وتحط من عزائمهم لذلك ارتأى هذا الأستاذ القدير إسناد 20 على 20 لكل تلامذته وفي كل الامتحانات. أستاذ مبدع في عمله: كان عندما يدرّس المقاومة الفرنسية ضد الألمان، يكلف تلامذته بإجراء بحوث ميدانية ومكتبية والاتصال بالمقاومين الأحياء وتسجيل بحوثهم في أقراص ليزرية مضغوطة بالصوت والصورة ثم ينشر بحوث تلامذته بأسمائهم في مجلات علمية مختصة فيجعل منهم كتّابا محتملين في المستقبل. أثناء تدريس محور المقاومة، يستدعي الأستاذ مقاوما حيا أو كاتبا متخصصا في المقاومة إلى القسم ويدير حوارا بينه و بين التلامذة (شيئ بسيط لكنه لم يحدث في تونس أبدا، على الأقل لم تبلغني مثل هذه الطرق البيداغوجية الناجعة) . تخيل أيها القارئ ما يحدثه هذا النوع من التدريس في عقول التلامذة على صغر سنهم وما سيتركه من آثار نفسية إيجابية في تكوين شخصيتهم وتدريبهم على روح المبادرة والثقة بالنفس والمغامرة والإنتاج الكتابي والمرئي. سعت وزارة التربية الفرنسية بكل جهدها إلى إقالة هذا الأستاذ العبقري المناضل التعلّمي والبيداغوجي أو على الأقل إحالته على عمل إداري. لم تُوفّق الوزارة بعد عام ونيف من سعيها وإن شاء الله لن توفّق. لم تجد الوزارة مبررا قانونيا واحدا يمنع الأستاذ من إسناد العدد الذي يراه هو مناسبا لعمل التلميذ. أُنشِئت في فرنسا جبهة مساندة لهذا الأستاذ متكونة من تلامذة وأولياء وزملاء وما زالت قضيته تهز الرأي العام الفرنسي حتى الآن.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire