mardi 12 juillet 2022

تَنافُسٌ عِلميٌّ طريفٌ لكنه خفيفٌ ونزيهٌ وشريفٌ. مواطن العالَم

 

 

سنة 1976، كنتُ أشتغل مدرّس علوم طبيعية في الإعدادية الوحيدة بغار الدماء بعد نقلة عقاب من ميدون جربة وكان لي زميل تاريخ وجغرافيا، زميل يُدعَى حبيب عزيزي وكان ظاهرة فريدة من نوعها (phénomène): بشوشٌ ووسيمٌ وسنبتيكْ وخفيفُ الظل وشْمَنفوتِيسْتْ. درّست في غار الدماء برتبة أستاذ مساعد وكان زميلي من الأساتذة القلائل في ذلك الوقت الذين يحملون شهادة الإجازة في اختصاصهم، خاصة في الإعداديات.

كان يقول لي مازحًا وأنا كنت أقبل مزاحَه: "أنتَ أستاذ مساعد أي تساعدني أنا الأستاذ المجاز على تأدية مهمتي وبصفة أوضح تمسح لي مكتبي وتجلب لي الطباشير وتمحو السبّورة".

برّة يا زمان.. تعالى يا زمان..

عدتُ أنا إلى الجامعة وحصلت على شهادة الإجازة سنة 1993 ودعوته مع مجموعة من الزملاء للاحتفاء بالمناسبة في داري. ذكّرته بمزاحه وقلت له: "اليوم أصبحنا زملاء متساوين". تبسّم ثم أدخل يده في جيبه وناولني بطاقة تعريفه وقال لي بالحرف الواحد: "اقرأ ما هو مسجّل في خانة المهنة واسترْ ما ستر الله". أخذتها من يده وقرأت "أستاذ مبرّز" (agrégé) فصمتُّ.

برّة يا زمان.. تعالى يا زمان..

عدتُ أنا إلى الجامعة مرّة ثانية وحصلت على شهادة الدكتورا سنة 2007 ودعوته مع مجموعة من الزملاء للاحتفاء بالمناسبة في الجامعة وكنت أعلم أنه لم يأخذها بعدُ وكان أول واحد عانقته بعد إعلان النتيجة وذكّرته بمزاحه فقال لي: "مايْنا". أخذها بعدي وبقينا أصدقاء حميمين جدًّا إلى اليوم.

ملاحظة ديونتولوجية: أعتذر من زملائي السابقين الأساتذة المساعدين الذين قد لا يقبلون هذا النوع من المزاح وأضيف أنني تشرّفت بالانتماء لهذا السلك الكفء في الإعداديات طيلة 19 عامًا من مسيرتي المهنية.

 

إمضائي: "إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 12 جويلية 2022.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire