lundi 9 décembre 2013

قد يُخفي التوحيد شركا و الإلحاد إيمانا! نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

قد يُخفي التوحيد شركا و الإلحاد إيمانا! نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 8 ماي 2012.

كتاب "خطاب الهوية. سيرة فكرية" لعلي حرب، الطبعة الأولى 1996، دار الكنوز الأدبية، بيروت لبنان، 176 صفحة.

نص علي حرب:
صفحة 97:
و لا تزال هذه المدنية (الغربية) على ما تتكشف عنه اليوم من انهيار و فساد، تُبهر الإنسان بمعالمها و منجزاتها، بمبتكراتها و أساليبها. و الحق أن هذه المدنية و إن عنت عند قيامها "انسحاب الآلهة" من على مسرح الوعي و الفكر، فإنها كانت تنفيه من وجه لتبقي عليه من وجه آخر. فقد توارى الله عند أولئك القوم في أحديته و ملكوته ليبقى حاضرا في عالم الشهادة، أي في أسمائه و صفاته و في نسبه و تجلياته. و هو تجلى عندهم في نزوع الإنسان إلى النظام و الترتيب إذ الله هو ناموس الكون، و في نظافة المدينة و جمالها إذ الله هو الجمال. و تجلى في تفتح العقل و ازدهار العلم، إذ العلم صفة من صفاته. و تجلى في البحث عن الحق، و الله هو الحق. و بالإجمال، إنه تجلى في وقوف الإنسان عند حده و معرفته أن حده حيث يكون غيره. و الله حد بين الإنسان و غيره، بل بينه و بين نفسه. و هذه الوجوه و التجليات قد جسدتها المدنية الغربية في مبتداها و ذروتها مقدارا من التجسيد. و هكذا كان الإيمان يتوارى خلف الجحود و الإنكار.

صفحة 100:
ففي الحالة الأولى أي حال أمته، كان التوحد الوجه الآخر للشرك و الجحود و التفرقة. و في الحالة الثانية، أي حالة الغرب، كان الجحود الوجه الآخر للتقى و الوحدة. و عند ذلك تبين له خطل الرأي الذي لا يرى من الإنسان إلا وجها واحدا بعينه أو هيئة مخصوصة بالذات.
و ها هو يعاني مع أبناء بلده (لبنان) و ملته (الشيعة) و سائر الملل و المذاهب (سنّة و دروز و مسيحيين و أرمينيين) التي تحيا على أرض وطنه، يعاني من آثار الوثنية التي مثلت و تمثل الوجه الخفي للإيمان و التوحيد. إنه يرى شركا و جحودا فيما وراء التوحيد، و يرى جاهلية جهلاء فيما وراء الشريعة السمحاء: تنابذا و فرقة و اقتتالا و أزلاما و أنصابا و آلهة تمشي على الأرض. فالناس في بلده لا يكفون عن اتخاذ أهوائهم و أموالهم و رؤسائهم آلهة من دون الله. و كأن الإنسان مفطور على الصنمية، مطبوع على الوثنية، يحطم وثنا لكي يصنع آخر، و يخلع نصبا لكي يقيم آخر.

الإمضاء
على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
أكتب و أنقل و أنشر للمتعة الفكرية و للمتعة الفكرية فقط، لا أكثر و لا أقل، و لكن يسرّني جدا أن تحصل متعة القراءة أيضا لدى قرّائي الكرام و السلام.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire