lundi 30 décembre 2013

تعليق حول القانون المحتمل "تجريم المسّ بالمقدسات". مواطن العالم د. محمد كشكار

تعليق حول القانون المحتمل "تجريم المسّ بالمقدسات". مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النات: حمام الشط في 4 أوت 2012.

كلمة رجاء بن سلام:
جريمة أخرى ضدّ الفكر الحرّ وضدّ حرّيّة التعبير وحرّيّة المعتقد تريد كتلة النّهضة تمريرها. هذا التّجريم الذي أرادت كتلة النهضة فرضه في الدّستور، تعود الآن لتقترحه في شكل تحوير للمجلّة الجزائية. تقترح خطية مالية بألفي دينار وسنتين سجنا لمن "يمسّ بالمقدّسات"، وتعدّد مظاهر المسّ التي منها "الاستنقاص".
هذا القانون سيمكّن النهضة من وضع نصف المفكّرين الأحرار والمؤرخين والأدباء والفنانين في السّجون، وسيمكّنها من حرق كتب التراث: الأدب والشّعر والتّصوف... 
الهوس لا حدّ له، والتجارب القديمة والمعاصرة تدلّ على ذلك. لن نقبل بأي قانون يتنافى مع قيم حقوق الإنسان، ويرجعنا إلى الخلف، لا إلى عهد بن علي، بل إلى عهود سحيقة كان فيها المفكرون والشعراء يلاحقون بتهمة الزندقة، و لأسباب سياسية.
لنتظاهر ضدّ هذا القانون يوم 5 أوت، ويوم 13 أوت ولتنظّم وقفة احتجاجية يوم عرض هذا القانون الظّلاميّ.

تعليق م. ع. د. م. ك:
يبدو لي أن حل مشكلة حرية التعبير يتمثل في مزيد من حرية التعبير و ليس في الحد منها بأي شكل من الأشكال لكن على شرط "على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي و على كل سلوك غير حضاري، نرد بسلوك حضاري لا بالإقصاء أو العقاب أو التهميش". و أفضل رد عندي على القانون المحتمل المتمثل في تجريم المس بالمقدسات هو تعليق الفيلسوف يوسف الصديق بعد أحداث المظاهرات العربية و الإسلامية احتجاجا على مصور هولندي صوّر كاريكاتور للرسول العظيم محمد صلى الله عليه و سلم، استشهد يوسف الصديق بالقرآن الكريم قائلا: "فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" و أثبت التاريخ فعلا أن الزبد ذهب جفاء و  لم يمكث في الأرض إلا ما ينفعها. و أضيف أنا مجتهدا و أعرف أنني قد لا أصيب، لذلك أكتفي بأجر المجتهد الذي يخطئ و أستعمل حقي الشرعي و العلمي في ارتكاب الخطأ: يبدو لي أن أول و أكبر مَن مسّ بالمقدسات و  تحدى الله سبحانه و تعالى هو الشيطان الرجيم و بالرغم من ذلك أوصل الله لنا في قرآنه الكريم كل معارضات الشيطان و كلامه و أمرنا أن نقرأها في القرآن الكريم بكرة و أصيلا. ألا تتعظون أيها المسلمون و تستفيدون من فائض الحرية المعطى من رب العالمين لأكبر معارضيه، الشيطان الرجيم، لعنة الله عليه. لم يحجب الله حجج أكبر معارضيه و كان في مقدوره حجب الشيطان نفسه من الوجود. لو اقتديتم بالقرآن الكريم يا حضرة بعض المتعاطفين مع حزب حركة النهضة لخصصتم في جريدتكم الحزبية اليومية صفحة أو صفحتين للمعارضة تكتب فيهما ما تشاء و تخط فيهما ما تريد من نقد و انتقاد لسياسة حزبكم. كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:  "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي". يبدو لي أنه عليكم أن تشكرونا، أنتم معشر بعض النهضاويين، تشكرونا نحن، المفكرون المستقلون  المسالمون السلميون غير المنتمين،  المعارضون الدائمون للسلطة - قديما و حديثا و مستقبلا و مهما كانت مرجعية هذه السلطة ليبرالية دستورية و تجمعية  أو وسطية أو يسارية ماركسية أو إسلامية إخوانية -  يبدو لي أنه عليكم أن  تطلبوا لنا الرحمة في صلواتكم الخمس و التراويح، جزاء لنا على اجتهادنا في إبراز عيوبكم ما ظهر منها و ما خفي، يبدو لي أنه عليكم أن تشجعونا على التفتيش عن عيوبكم صباحا مساء و يوم الأحد لنهديها لكم على طبق من ذهب كل يوم على صفحات الجرائد و فضاءات التلفزة و الإذاعة و بالنسبة لي أنا، محمد كشكار، أنشرها في الفيسبوك و السلام على من اتبع الهدى، هدى العلم و الإيمان مجتمعين مع بعضهما لأنه لا يتأنسن الأول إلا بقيم الثاني و لا يتفعل الثاني إلا بقيم الأول.

أواصل اجتهادي الشخصي المتواضع طامعا في عفو الله سبحانه و تعالى و متظللا برحمته الواسعة، سعة السماوات و الأرض و مستندا إلى الحديث الشريف للرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم "من اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله أجر واحد" و مستلهما من قول عبد المطلب بن هاشم،  جد الرسول عليه الصلاة والسلام، متوجها إلى أبرهة الحبشي سنة الفيل: "أنا أحمي إبلي و إن للكعبة رب يحميها" و مستأنسا بقولة الفيلسوف التونسي الإسلامي النهضاوي غير المنتمي، أبو يعرب المرزوقي "و للشريعة في الواقع وجهان: وجه تربوي و وجه ردعي. فلو طوّرنا الوجه الأول فقد نستغني عن الوجه الثاني لأن عندما يكبر الوازع الذاتي التربوي الأخلاقي تنقص الحاجة للوازع الخارجي الردعي" و أنتهي إلى خلاصة قولي التالية: لو أسسنا و طوّرنا تعليما جيدا مبنيا على القيم العلمية الإنسانية النبيلة و مطعّما بالقيم الإسلامية السمحة و متماهيا مع تقاليد و قيم مجتمعنا التونسي المسلم المتسامحة جدا لاستغنينا عن سن مثل هذه القوانين الردعية "القانون المحتمل لتجريم مسّ المقدسات" و لانقرضت مثل هذه المشاكل بطبيعتها نتيجة مزيد من العلم و التعلّم و الحرية و التسامح و ترك ما لله لله، فهو يمهل و لا يهمل و قد أرجأ - لحكمة لا يعلمها إلا هو - محاسبة عباده العصاة أو الضالين إلى يوم القيامة فلا تتعجلوا أيها المتعجلون و تمهلوا في حكمكم على إخوانكم المسلمين و غير المسلمين فلستم أكثر من الله حفظا و حرصا على مقدساته سبحانه و تعالى.

إمضاء م. ع. د. م. ك
على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي و على كل سلوك غير حضاري، نرد بسلوك حضاري لا بالإقصاء أو العقاب أو التهميش.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire