ما
هو المطلوب اليوم من الاتجاهات السياسية التونسية المنتظمة؟ نقل دون تعليق مواطن
العالَم د. محمد كشكار
المصدر:
صفحة 215 من كتاب
"الثورة العربية و إرادة الحياة (مقاربة فلسفية)، زهير الخويلدي، المغاربية
للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 257 صفحة.
نص الكاتب:
المطلوب من الاتجاهات
السياسية المنتظمة القيام بنقد ذاتي ومراجعات جذرية و التخلص من الأدبيات
التقليدية و ذلك بأن يتبرأ الليبراليون من الرأسمالية المتوحشة و الاحتكار و
الإثراء الفاحش و يعترفوا بأهمية الشعور القومي و يدافعوا على حرية المعتقد و
التسامح الديني و يؤمنوا بحقوق الطبقة العاملة كاملة، و يجب كذلك بالنسبة لليسار
أن يحقق مصالحة مع الظاهرة الدينية و المسألة القومية و الحريات الفردية و أن
يتفادى النهج الشمولي و يزيل مقولات الديكتاتورية و العنف الثوري من قاموسه و يؤصل
الديمقراطية التعددية.
أما بالنسبة للتيار الديني
فإنه مطالب بأن يتبنى ثقافة الديمقراطية و حقوق الإنسان والإيمان بالمساواة بين
الأجناس و العدالة الاجتماعية و الحوار بين الأديان و أن ينفتح على الغيرية و
الاختلاف في الرأي و يطلق عنان الاجتهاد و التأويل و العقل و يتخلى عن إظهار الرموز
الطائفية و عن شعار الدولة الدينية و التعصب إلى المذهب، في حين أنه من المفروض أن
يفكك التيار القومي مقولات الطليعة و الزعيم و الإيديولوجية الانقلابية و أن يجعل
من العمل القطري حلقة في سبيل التوحيد الديمقراطي للعرب و أن يتصالح مع العنصر
الديني باعتباره مكونا روحيا للقومية العربية و أن يجعل من العلاقة بين الوطني و
القومي و الأممي تجربة جدلية تحترم الخصوصيات مع الاعتراف بالدور المتساوي لها في
صناعة الكونية.
تاريخ أول نشر على مدونتي و
صفحتي الفيسبوكيتين:
حمام الشط، الثلاثاء 3 ديسمبر 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire