mardi 17 décembre 2013

فكرة قرأتها في كتاب: آمنت به و أيقنت برسالته لأنه جمع شمل رفاقي الفقراء حوله، لكن اليوم، "أنا" و "هو" أمسينا ضحايا!! نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

فكرة قرأتها في كتاب: آمنت به و أيقنت برسالته لأنه جمع شمل رفاقي الفقراء حوله، لكن اليوم، "أنا" و "هو" أمسينا ضحايا!! نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر أو إعادة نشر على النت:حمام الشط في 23 أوت 2012.


كتاب "دين ضد الدين"، تأليف علي شريعتي (الشهيد الدكتور علي شريعتي، إيراني قروي، تخرج من جامعة السوربون و اختصاصه علم الاجتماع الديني)، ترجمة حيدر مجيد، مؤسسة العطار الثقافية،  دار الفكر الجديد، العراق، النجف الأشرف، الطبعة الأولى 2007، 225 صفحة.

تنبيه ضروري:
ما أنشره في هذه السلسلة من نقل و تعليق، تحت العنوان المشترك "فكرة قرأتها في كتاب"، لا يمثل بالضرورة موقفي الفكري بل هو عبارة عن مذكّرة خاصة، أعتمدها شخصيا عند الرجوع إلى الكتاب الأصلي. لا تغني هذه المذكرة عن قراءة الكتاب كاملا. يجب إذن توخّي الحذر الشديد في التعامل مع ما ورد فيها لأن لا تصل إليكم فكرة الكاتب ناقصة أو مشوّهة. أنشر هذه السلسلة مساهمة مني في رد الاعتبار لفن ثامن في طريق الانقراض، اسمه "مطالعة الكتب" و فكرة الكتاب تلزم الكاتب و لا تلزم الناقل دون أن نتغافل عن كون الأفكار هي وقائع فكرية تستقل عن قائلها.

نص علي شريعتي
صفحة 103: إني بعثت من قبل الله القائل: "و نريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين".

يا للعجب...!! كيف أصبح الإله يكلم العبيد و المستضعفين؟ و يبشرهم بالنجاة و  يعدهم بالزعامة و القيادة. و يجعلهم وارثي الأرض؟... كدت لا أصدق، قلت: هو الآخر كباقي المبشرين و المصلحين و "الأنبياء" في إيران و الصين و الهند... لا بد أنه أحد الأمراء النبلاء المبعوثين لتنفيذ القدرة و السيطرة و تكديس القوى ضد الشعب. قالوا: لا، إنه يتيم و الكل قد شاهدوه مرارا و هو يرعى الأغنام وراء هذا الجبل، قلت: ماذا أسمع!! كيف هي مشيئة الله هذه المرة... يصطفي رسوله من بين الرعاة؟؟ قالوا: أجل، هو آخر حلقة من سلسلة الأنبياء الرعاة، حيث أن أجداده كلهم كذلك، ذابت أبعادي في كل رجفة ملؤها شوق صارخ و صيحة خرساء، إذ أن نبيا يبعث "منا" و لأول مرة ...!!

آمنت به و أيقنت برسالته لأنه جمع شمل إخواني و رفاقي الفقراء حوله.

بلال، العبد الحبشي، سلمان، أسير من أسراء إيران، أبو ذر البائس المجهول، و سالم غلام زوجته خديجة... إلخ. كل هؤلاء البؤساء اليائسين، كل الأسراء و العبيد و كل المظلومين و المشردين أصبحوا قادة قومهم.

صدقته و آمنت به لأن قصره! حجرتين أو ثلاثة صنعت من طين حيث أقام هو بنفسه البناء.. و بلاطه لم يتعدّ حفنة من الأخشاب المتراصفة على بعض من سعف النخيل!! أجل، كل ما كان يملكه و يؤثر به على معايش الناس من جراء بناء قصره هذا!! هكذا كان و هكذا رحل.

...أخي: و فجأة رأيت المعابد تشق عنان السماء مرة أخرى و تعتلي باسم ذلك النبي الأمي في حين أن السيوف التي كتبت عليها آيات "الجهاد" كانت تهدد وجودنا في كل آن..

و مرة أخرى امتلأت بيوت المال و الخزائن بأموال نهبوها و سلبوها و انتزعوها عنوة منا.. و مرة أخرى جاء خلفاء هذا الرسول و مسخوا القرآن و أخذوا شبابنا عبيدا لقصورهم، باعوا أمهاتنا في الأسواق البعيدة و قتلوا رجالنا باسم "الجهاد" في سبيل الله، و استولوا على كل ما نملك باسم "الزكاة".

يأس قاتل دبّ في قلبي.. أجل يئست.. لا أدري ماذا أفعل؟ لقد ظهرت سلطة جديدة تخفي خلف رداء التوحيد نفس الأصنام التي حطمها ذلك "الرجل" و توقد في مساجد "الله" نار الكذب و الخديعة..

و مرة أخرى تكررت نفس المأساة، تكررت نفس الوجوه الفرعونية القارونية التي تعرفها أنت يا أخي جيدا.. أخذوا باسم الله و خلافة رسوله يضربون الناس بسوط الدين.. و نحن - مرة أخرى - مشينا في أزقة العبودية لنبني مسجد دمشق العظيم!.. و مرة أخرى دوّت هنا و هناك صيحات تدعو إلى الحرية.. قصورنا درة في نوعها و طرازها.. مساجد محيرة للعقول..القصر الأخضر في دمشق و دار خلافة ألف ليلة و ليلة في بغداد.. كل هذا كان بثمن دمنا و حياتنا و لكن هذه المرة.. باسم "الله".

و مرة أخرى صرت لا أصدق أن هناك خلاصا و نجاة..!! لأن العبودية و الموت الأسود كان مقدوران لنا.


أجل..من كان ذلك الرجل؟! ترى هل كان يخفي خلف تلك الرسالة أطروحة لخداعنا؟! كان مؤسس هذه الإيديولوجية التي عدّونا في دهاليزها و زنزاناتها كالخرق البالية.. أجل كان هو الداعي لحرق مزارعنا و شن الغارات على ممتلكاتنا و قتلنا كالذباب...لا..كلاّ..فـ"أنا" و "هو" أمسينا ضحايا!!

إمضاء م. ع. د. م. ك
على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire