mercredi 4 décembre 2013

يبدو لي أن حزب حركة النهضة التونسي الحاكم عجز عن محاسبة جلاديه و معذبيه في السجون، فجمّل عجزه على شكل تسامح في غير محله و في غير أهله! نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

يبدو لي أن حزب حركة النهضة التونسي الحاكم عجز عن محاسبة جلاديه و معذبيه في السجون، فجمّل عجزه على شكل تسامح في غير محله و في غير أهله! نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
كتاب "برج الرومي: أبواب الموت"، سمير ساسي (سجين نهضاوي)، منشورات كارم الشريف، المغاربية للطباعة و إشهار الكتاب، الطبعة الأولى، 2011، تونس، 175 صفحة.

نص الكاتب صفحة 38:
كنت موقنا أنهم سيقرون ما حدثت به عيونهم سواء أقررت أم أنكرت فهممت و قد أخذ مني التعب مأخذه أن أختم الورق بإمضائي حتى لا أعود إلى مداعبة العصا و لعبة الغطس و السوط و الأرجوحة و القط الذي يغلق دونه السروال فيفعل بسوءتك الأفاعيل. و لكنني تراجعت لعلمي أن ذلك لن يمنع "الرجل المحترم" من أن يودعني وداعا خاصا تستل فيه أظافري، و يحرق فيه جسمي بالسجائر و يشرح جسدي ليوضع فيه الملح، ثم يرمى بي في زنزانة لا تكاد تجد فيها موضع قدم تقف فيه.

صفحة 40:
 و من أعجب ما رأيت وكنت أظن أن الحر يجوع و لا يأكل من إليتيه رأيت طوافين يجوبون الغرف جيئة و ذهابا ينادون: من يبيع شرفه برغيف خبز!
و لم يكن في الغرفة نساء فعلمت أن الجماعة يأتون الرجال شهوة من دون النساء و كانت الغرفة فرشها بعضها فوق بعض فإذا غارت النجوم و هدأت العيون مر الذين من فوق على من هم أسفل منهم فيأتي بعضهم بعضا. فمنهم من يأتي و منهم من يؤتى وكلهم مأبونون. وكبير العسس غاض الطرف عنهم فأمر المأبونين هين و لا يزعج الكبير في تصريف شأنهم ثم إن له عندهم وطرا يقضيه كل ليلة إذ ينتقي غلاما غضا وسيما فيأتيه في داره التي يتخذها في ناحية من السجن و إذا شاع خبر المأبونين أنزلوا إلى القن بعض ليال فإن لم تكف الألسن عن الحديث عنهم عمد إلى من شهر منهم فعزله في غرفة خاصة بهم اعتاد أن يرقمها بالسابعة و ترك من لم يعرف منهم و كثير ما هم في الغرف لتضيق نفسك بهم فترى منكرا من الفعل وتصمت و تذهب نومك زعزعة السرير من تحتك و يراودك الجماعة عن رجولتك فينحصر همك في حفظها و تنسى ما عزمت على إصلاحه من أمور منكرة يأتيها العسس من كل مكان، و يطمئن كبير العسس أنك لن تحرض الجماعة على حفظ رجولتهم ما دامت رجولتك مهددة.


تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتيّ الفيسبوكيتين: حمام الشط، الأربعاء 3 ديسمبر 2013.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire