فكرة قرأتها في كتاب: هل يجوز
الحج لمن استطاع إليه سبيلا ماديا أم روحيا؟ نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد
كشكار
أول نشر على النت: حمام
الشط في 29 أوت 2012.
كتاب "آفاق النهضة
العربية و مستقبل الإنسان في مهب العولمة"، أبو يعرب المرزوقي، الطبعة
الثانية 2004، دار الطليعة للطباعة و النشر، بيروت، 216 صفحة.
نص أبو يعرب المرزوقي:
صفحة 131: هامشة 2: و
بهذا المعنى فإن كل شباب العالم مسلم إلى سن الرشد (و ذلك هو معنى الحديث الشريف
المتعلق بتقدم الفطرة (= الإسلام) على التهويد و التنصير و التمجيس) و الاختيار
الصريح لغير الإسلام دينا. و كل من لم تبلغه الرسالة معذور في عدم إسلامه إلى أن
نبلّغها إليه، إذ ذلك هو واجبنا، و ذلك هو المعنى الجديد للجهاد.
صفحة 159: هامشة: ... لأن الحج هو القطع مع الانغماس في الدنيا،
و من ثم فهو الذي يضفي المعنى على الحياة الإنسانية. و تلك هي دلالة التوجه إلى
القبلة التي تصبح توجها فعليا إلى حد التطابق معها. و إذن فليس معنى الشرط
"الحج لمن استطاع إليه سبيلا" هو ما أوّله الفقهاء إذ فهموا الاستطاعة
المادية. ذلك أن الأمر لو كان متعلقا بالاستطاعة المادية لَحدّد الشرع النصاب كما
فعل في الزكاة. أما و هو لم يفعل فإن الاستطاعة قصدها التحول الروحي المتمثل في
القطع مع الانغماس في الدنيا، قطعا يؤدي إلى القيام بالفرائض قياما يتضمن معناها
الحقيقي أعني كونها تعينات الصلاة أو الفرض الخامس.
تعليق د. م. ك:
هل قطع الحاج التونسي مع الانغماس في الدنيا قبل الحج أو حتى بعد الحج؟ إذا كان
الجواب بنعم، فما هي دلالة المثل الشعبي: "حج و زمزم و جاء للبلأ
متحزّم". و إذا كان الجواب بلا، فما هو دور الحج في حياة الحاج؟
صفحة 159: هامشة: ... و
الحصيلة أن الفروض الدينية تنقسم إلى نوعين: إثنان منهما مطلقان غير مشروطين، و ثلاثة
مشروطة بالاستطاعة: مادية (الزكاة) و البدنية (الصوم) و الروحية (الحج). و في
الحقيقة فإن الشرط الروحي هو شرط الشروط جميعا، لكونه هو الضامن للصدق في حصول
الشرطين الآخرين، إذ يمكن لمن ليس له الشرط الروحي ألا يزكي مخفيا توفر النصاب. و
يمكن لمن ليس له الشرط الروحي ألا يصوم مدعيا المرض. و بذلك يكون الاثنان غير
المشروطين حدّي الثلاثة المشروطة: فالشهادة هي البداية و لا يمكن وحدها أن تضمن
توفر الشرط الروحي لكونها قد تقف عند الإسلام دون الإيمان. و الصلاة هي الغاية إذا
صدقت، صدقت الشهادة فتمت الفروض الأخرى على أحسن الوجوه لحصول النقلة من ظاهر
الإسلام إلى حقيقته أي الإيمان. و ذلك هو جوهر الجهاد الأكبر الذي تحدث عنه
الرسول.
أما الجهاد فقد حصره هيجل في معناه الأصغر أي في الموت
من أجل العقيدة (العقيدة الإسلامية).
العقيدة
الحلولية... أي أن الله لم يصبح روحا إلا بفضل تأنسه، و الإنسان لا يصبح إنسانا
إلا بفضل تألّهه. و ذلك هو جوهر العولمة الهدامة التي نعيشها الآن و التي من جوهر
الإسلام التصدي لها لتحرير الإنسانية و الكون من أضرارها و اقتلاعها من أصلها.
تعليق د. م. ك:
الكاريكاتور في هذا الأمر أن بعض المجاهدين الإسلاميين المعاصرين لم يفهموا الجهاد
الأكبر بهذا المعنى "المرزوقي" و لم يفهموا أيضا الجهاد في معناه الأصغر
أي في الموت من أجل العقيدة الإسلامية و
ذهبوا أفواجا أفواجا يجاهدون و يقتلون بالمئات إخوانهم المسلمين السوريين (أنا لا
أساند مسلما يقتل مسلما، يعني لا أساند النظام السوري الديكتاتوري و لا أساند
المجاهدين المرتزقة المأجورين من قبل قطر و السعودية و تركيا و أمريكا و الاتحاد
الأوروبي) و تركوا في جوار سوريا أعداءهم في العقيدة، أعداؤهم المستوطنون الصهاينة
الذين ينعمون بالسلام و الاطمئنان في فلسطين و الجولان و مزارع شبعا اللبنانية و
يتفرجون علينا نتقاتل و نبلي البلاء الحسن في الحروب الأهلية (الحرب اللبنانية بين
المسيحيين و المسلمين، الحرب العراقية بين السنّة و الشيعة، الحرب السودانية بين
المسلمين و المسيحيين و بين المسلمين و المسلمين، الحرب الفلسطينية بين حماس و فتح
، الحرب اليمنية بين القاعدة و الجيش، الحرب الأهلية المحتملة في مصر بين الأقباط
و المسلمين، الحرب الأهلية المحتملة في
تونس بين السلفيين و النهضة). رحماء على الأعداء أشدّاء على الأشقّاء.
العولمة الهدامة التي يقصدها أبو يعرب هي العولمة
الأمريكية - الصهيونية و قد أشار لها صراحة في مواقع أخرى في هذا الكتاب و هو يؤكد الآن، أن من جوهر الإسلام التصدي لها.
السؤال: هل تصدت لها
الحركات الإسلامية التي يساندها هو، الحركات التي استلمت السلطة بعد "الثورات"
العربية في تونس و مصر و ليبيا؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire