فكرة قرأتها في كتاب: ما الفرق بين التديّن الثوري و التديّن
التبريري؟ نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر أو إعادة نشر على مدونتي و صفحتي الفيسبوكية: حمام
الشط في 15 أوت 2012.
كتاب "دين ضد
الدين"، تأليف علي شريعتي (الشهيد الدكتور علي شريعتي، إيراني قروي، تخرج من
جامعة السوربون و اختصاصه علم الاجتماع الديني)، ترجمة حيدر مجيد، مؤسسة العطار
الثقافية، دار الفكر الجديد، العراق،
النجف الأشرف، الطبعة الأولى 2007، 225 صفحة.
تنبيه ضروري:
ما أنشره في
هذه السلسلة من نقل و تعليق، تحت العنوان المشترك "فكرة قرأتها في
كتاب"، لا يمثل بالضرورة موقفي الفكري بل
هو عبارة عن
مذكّرة خاصة، أعتمدها شخصيا عند الرجوع إلى الكتاب الأصلي. لا تغني هذه المذكرة عن
قراءة الكتاب كاملا. يجب إذن توخّي الحذر الشديد في التعامل مع ما ورد فيها لأن لا
تصل إليكم فكرة الكاتب ناقصة أو مشوّهة. أنشر هذه السلسلة مساهمة مني في رد
الاعتبار لفن ثامن في طريق الانقراض، اسمه "مطالعة الكتب" و فكرة الكتاب
تلزم الكاتب و لا تلزم الناقل دون أن نتغافل عن كون الأفكار هي وقائع فكرية تستقل عن
قائلها.
نص علي شريعتي:
صفحة 40: ماهية الدين الثوري:
الدين الثوري، هو دين يغذي
أتباعه و معتنقيه برؤية نقدية حيال كل ما يحيط بهم من بيئة مادية أو معنوية، و
يكسبهم شعورا بالمسؤولية تجاه الوضع القائم يجعلهم يفكرون بتغييره و يسعون لذلك
فيما لم يكن مناسبا. (تعليق م. ع. د. م. ك:
و هذا ما فعله في عصره بالضبط الرسول محمد صلى الله عليه و سلم و خلفائه الراشدين
و أصحابه رضوان الله عليهم).
صفحة 42: ماهية الدين التبريري:
يسعى دين الشرك دائما إلى
تبرير الوضع القائم عبر ترويج المعتقدات ذات الصلة بما وراء الطبيعة و يسعى إلى
تعريف الاعتقاد بالمعاد و المقدسات و القوى الغيبية و يشوه المبادئ العقائدية و
الدينية ليقنع الناس بأن وضعهم الراهن هو الوضع الأمثل الذي يجب أن يرضوا به لأنه
مظهر لإرادة الله تعالى و هو المصير المحتوم الذي كتبه الله عليهم.
إن القضاء و القدر بالمعنى الذي نفهمه اليوم
هو من مخلفات معاوية و إرث منه. فالتاريخ يروي لنا أن الاعتقاد بالقدر و القول
بالجبر أمور ابتدعها حكام بني أمية ليسلبوا من المسلمين الشعور بالمسؤولية و
يحرموهم - من خلاله - من كل أنواع النقد و يقتلوا روح المبادرة فيهم لأن الجبر
يعني الانصياع إلى كل ما هو موجود و الخضوع لكل ما هو كائن. في حين كان أصحاب
النبي (ص) يشعرون دائما بالمسؤولية الاجتماعية و يأخذونها على عاتقهم كمهمة أساسية
دائمة.
سؤال م. ع. د. م. ك:
ما هي ماهية تديّن المسلمين اليوم؟ هل هي
ماهية ثورية أم ماهية تبريرية؟
لقد
استعملت في سؤالي أعلاه، كلمة - مفهوم "تديّن" و لم أستعمل قصدا كلمة - مفهوم
"دين" كما استعملها الكاتب، لأن الدين المجسم عندنا في القرآن و السنة
النبوية الشريفة لا يتغير كنص مقدس أما فهمنا و تأويلنا لهذا النص فهما ليسا مقدسين
بالمرة و ليسا ثابتين بالمرة، و المفروض و اقتداء بالرسول و صحابته، يجب أن ينبثق من
الفهم و التأويل البشريين للقرآن و السنّة النبويّة الشريفة، تديّن إنساني متغير و
متجدد و متطور و مولّد لثورة وراء ثورة و إلا أصبحنا خلفا رجعيا لسلف ثوري كما هو
حالنا اليوم حسب ما يبدو لي من وجهة نظر قاصرة و محدودة صادرة عن مسلم غير مختص في
الدين و لا في التدين.
إمضاء م. ع. د. م. ك:
على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف
اللفظي أو المادي أو الرمزي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire