mercredi 25 décembre 2013

سؤال موجه إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: لماذا تركت المجال الحقوقي التثقيفي التونسي مرتعا للمنظمات العالمية الحقوقية و لم تشارك في تأثيثه؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

سؤال موجه إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: لماذا تركت المجال الحقوقي التثقيفي التونسي مرتعا للمنظمات العالمية الحقوقية و لم تشارك في تأثيثه؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

الخبر مقدس:
سمعت و رأيت و حضرت و في بعض الأحيان قاطعت و نقدت، سمعت في ساقية سيدي يوسف و حضرت في حمام الشط و قاطعت و نقدت في الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس، لاحظت تفشي ظاهرة تغلغل المنظمات العالمية في المجال الحقوقي التثقيفي التونسي مثل منظمة  DROUCE الممولة من الاتحاد الأوروبي، تنظم هذه الجمعيات الأجنبية محاضرات و ورشات حول الميز العنصري بين السود و البيض في تونس و حول البطالة و حول المواطنة، و ينتشر نشاطها خاصة في تونس الأعماق مثل ولايات الكاف و القصرين و سيدي بوزيد.

و التعليق حر:
لست ضد عولمة الثقافة و لم أك يوما متعصبا أعمى لهويتي العربية الإسلامية و أؤمن أن الفكر كونيٌّ أو لا يكون، لكنني أشك في أن "القط يصطاد لله" و أشك بالقياس أن هذه المنظمات تصرف ملايين الدولارات، فقط من أجل نشر الديمقراطية! و الشك طريق إلى اليقين في هذه الحالة (في العلم، الشك طريق إلى مزيد من الشك و ليس طريقا إلى اليقين لأنه ببساطة لا و لن يوجد يقين نهائي و ثابت في العلم).

من باب المنهجية العلمية، لا أستطيع أن أتهمها بالطابور الخامس و لا أستطيع في نفس الوقت أن أصدّق نواياها حتى و لو كانت نبيلة، فالعبرة بالوسيلة و ليست بالغاية لأن كل الغايات نبيلة و كل الوسائل مشبوهة إلى أن يثبت العكس.

و أكرر سؤالي الذي طرحته في العنوان لعل الجهات المعنية تتكرم بالإجابة عليه: الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، لماذا تركت المجال الحقوقي التثقيفي التونسي مرتعا للمنظمات العالمية الحقوقية و لم تشارك في تأثيثه؟

لن أقبل التعلل بالإمكانيات، فالفضاءات المجانية موجودة و مفتوحة لإقامة الندوات الفكرية (مثل المقرات الجهوية للرابطة نفسها و المقرات المحلية و الجهوية للاتحاد العام التونسي للشغل و قاعات البلديات)، و العديد من المحاضرين الحقوقيين المتطوعين رهن الإشارة، أما الجمهور المستهدف فهو متعطش لمثل هذه الأنشطة المفيدة علميا و اجتماعيا.

ملاحظة:
لماذا أشك في نوايا و أهداف هذه المنظمات؟ أولا لأن الشك طريق إلى اليقين كما أشرت أعلاه، و ثانيا لأنها وأدت نادي فكري عزيز عليَّ، نادي أسسته مع جمع من مثقفي بنعروس بالاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس، اسمه "نادي جدل"، نشط هذا النادي الفريد من نوعه في الاتحاد لمدة سنوات و قدم أفضل المحاضرات في العلم و الأدب و السياسة. وأدته و أخذت مكانه و استوطنت الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس كما استوطن البيض جنوب إفريقيا و تركتني مفكرا متطوعا مهمشا و يتيما فريدا و عاطلا ثقافيا رغم أنفه.


تاريخ أول نشر على النت: الأربعاء 25 ديسمبر 2013.  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire