vendredi 27 décembre 2013

سؤال موجه إلى الأحزاب اليسارية التونسية الثلاثة، لماذا تركت المجال الفكري التثقيفي التونسي مرتعا للمنظمات العالمية غير الحكومية و لم تشارك في تأثيثه؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

سؤال موجه إلى الأحزاب اليسارية التونسية الثلاثة، لماذا تركت المجال الفكري التثقيفي التونسي مرتعا للمنظمات العالمية غير الحكومية و لم تشارك في تأثيثه؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

الخبر مقدس:
سمعت و رأيت و حضرت و في بعض الأحيان قاطعت و نقدت، سمعت في ساقية سيدي يوسف و حضرت في حمام الشط و قاطعت و نقدت في الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس، لاحظت تفشي ظاهرة تغلغل المنظمات العالمية في المجال الحقوقي التثقيفي التونسي مثل منظمة  DROUCE الممولة من الاتحاد الأوروبي، تنظم هذه الجمعيات الأجنبية محاضرات و ورشات حول الميز العنصري بين السود و البيض في تونس و حول البطالة و حول المواطنة، و ينتشر نشاطها خاصة في تونس الأعماق مثل ولايات الكاف و القصرين و سيدي بوزيد.

و التعليق حر:
لست ضد عولمة الثقافة و لم أك يوما متعصبا أعمى للفكر الاشتراكي و أؤمن أن الفكر كونيٌّ أو لا يكون، لكنني أشك في أن "القط يصطاد لله" و أشك بالقياس أن هذه المنظمات تصرف ملايين الدولارات، فقط من أجل نشر الديمقراطية! و الشك طريق إلى اليقين في هذه الحالة (في العلم، الشك طريق إلى مزيد من الشك و ليس طريقا إلى اليقين لأنه ببساطة لا و لن يوجد يقين نهائي و ثابت في العلم).

من باب المنهجية العلمية، لا أستطيع أن أتهم  هذه المنظمات العالمية غير الحكومية بالطابور الخامس و لا أستطيع في نفس الوقت أن أصدّق نواياها حتى و لو كانت نبيلة، فالعبرة بالوسيلة و ليست بالغاية لأن كل الغايات نبيلة و كل الوسائل مشبوهة إلى أن يثبت العكس.

أكرر سؤالي الذي طرحته أمس على النت على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لعل الجهات المعنية تتكرم بالإجابة عليه: سؤالي اليوم موجه إلى الأحزاب اليسارية التونسية الثلاثة (حزب العمال و حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد و الحزب الوطني الثوري الاشتراكي أو الوطد سابقا)، لماذا تركت المجال الفكري التثقيفي التونسي مرتعا للمنظمات العالمية غير الحكومية و لم تشارك في تأثيثه؟

لن أقبل التعلل بالإمكانيات، فالفضاءات المجانية موجودة و مفتوحة لإقامة الندوات الفكرية (مثل المقرات الجهوية و المحلية لهذه الأحزاب نفسها و المقرات المحلية و الجهوية للاتحاد العام التونسي للشغل و قاعات البلديات)، و العديد من المحاضرين اليساريين المتطوعين - وطنيا و جهويا و محليا - رهن الإشارة، أما الجمهور المستهدف المتعاطف مع اليسار فهو متعطش لمثل هذه الأنشطة المفيدة علميا و اجتماعيا.

ملاحظة:
اليوم صباحا، الخميس 26 ديسمبر 2013، شاركت في نقاش حر في الطاولة الثقافية بمقهى الويفي بحمام الشط الغربية، جمع هذا اللقاء اليومي ثلة من أبرز مثقفي حمام الشط اليساريين، دار الحوار النقدي حول سياسة الجبهة الشعبية و نتائج انضمامها التكتيكي إلى جبهة الإنقاذ (و خصصنا بالذكر حزب نداء تونس) و دور المناضل حمة الهمامي في هذا المنعرج التاريخي. شاركنا و يشاركنا عادة في الحديث عضو بحزب العمال و هو ناشط حزبي بارز على المستوى المحلي و المستوى الوطني (à mon avis, il est le militant plus souple que j’ai connu parmi les militants staliniens de Hammam-Chatt)، فانتهزت الفرصة و قلت له بكل لطف: "هل تستطيع أن تنظم لنا لقاء - نحن الجالسون معك الآن -  مع قواعد حزبكم بحمام الشط في فضاء مقركم بحمام الشط لكي نتواصل معهم ونوصل إليهم نقدنا للسياسة الحالية التي انتهجتها الجبهة الشعبية". لا زلت أنتظر الجواب!

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 27   ديسمبر 2013. 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire