فيما يتجلى تناقض النشطاء
السياسيين الإسلاميين مع الشريعة؟ نقل دون تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار
تاريخ أول إعادة نشر على مدونتي و صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 5 ماي
2012.
كتاب "خطاب الهوية. سيرة
فكرية"، علي حرب، الطبعة الأولى 1996، دار الكنوز الأدبية، بيروت لبنان، 176
صفحة.
نص علي حرب:
صفحة 25:
و أما في قضية تعليق
الرسوم، رسوم الرؤساء، فإن مما كان يزيد في عجبه من هذا الأمر، أنه يرى أن من يفعل
ذلك إنما يفعله باسم الشريعة و من أجل نصرتها. و هو يعلم حق العلم أن هذه الشريعة،
و يقصد بها شريعته، إنما أتت لترذل عقائد الجاهلية و تنقض أوثانها و تحطم أصنامها
و طوطماتها باسم الإله الواحد الأحد المفارق الغائب. و لذا، فإنها نهت الإنسان أو
استكرهت له إقامة التماثيل و تصوير الأشخاص أو تعليقها، لأن في ذلك شركا و ضربا من
الوثنية مآله عبادة الشخصية.
و تفكر في الأمر، فوجد أن ذلك
حق. لأن مَن يُرى رسمه و يظهر اسمه في كل مكان و يجري ذكره على كل لسان، يصبح كلّي
الحضور، فيكتسي صفة الألوهية و يصير مقارنا لله أو ندا له. و لما عرف ذلك حاول أن
يشرح حقيقة الأمر للناس، و أن ينبههم إلى الخطأ فيما يفعلونه، فينهاهم عن تعليق
الصور أو حملها. غير أنه استدرك و فطن إلى ما نبّه عليه الحكماء بخصوص الجمهور. و
خشي أن يُِؤوّل رأيه على غير ما قصد هو من ورائه و أن يُحمل على غير محمله. و تذكّر
أقوال القوم في هذا الشأن مثل: ليس كل ما يُعلم يقال، أو لا ينبغي التصريح بكل
الحقائق أمام الناس، و غير ذلك من الأقوال التي تنصح بمخاطبة الجمهور على قدر
عقولهم.
الإمضاء
على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري، و
على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
أكتب للمتعة الفكرية و للمتعة الفكرية
فقط، لا أكثر و لا أقل، و لكن يسرّني جدا أن تحصل متعة القراءة أيضا لدى قرّائي
الكرام و السلام.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire