mercredi 25 décembre 2024

الفلسفة صالحتني مع نفسي وعلّمتني كيف أحب قَدَرِي وأرْضَى به نصيبَا

 

 

فيلسوفٌ دخل بيتي والباب مقفلٌ والشبابيك منيعةٌ بالحديد، هَمَسَ في أذنيّ وقال: "أحِبَّ قدرك وارْضَ بحلوه ومرّه فليس لك في هذا اختيارٌ" (نيتشه).

دخل الثاني، لقد أصبح بيتي لهم مزاراً، شَرَحَ ما قاله الأول: "لو أردتَ أن تكون سعيدًا، تعلّمْ أن تكونَ راضيًا بما عندك، ولا تبتئس بما ليس عندك".

ودون استئذان تكلّم فيلسوف السعادة: "السعادة يا بُنَيْ أن تعوّد نفسَك على تجديد الرغبة فيما لديك، فهذه زُبْدَةُ الحكمة".

صاح في وجهي أفصحُهم وقال: "أعرفُ أنك سجينُ نفسك وأنا جئتُ لأحرّرك من عبودية انفعالاتك الحزينة، غضبك على مَن ظلموك، خوفك من غدك، جبنك أمام الانتقام، حسَدك لمن سلكوا معك نفس الطريق ثم فاتوك ولقدرك تركوك واستياؤك من وضعك المادي وإحساسك بالذنب لعدم قدرتك على تحقيق ما رسمتَ وخطّطتَ".

وكيف عرفتَ ؟

"سيماهم في وجوههم، الانفعالات الحزينة تجعل أصحابها أشقياء".

اتركني وحالي، مالك ومالي.

"بؤسك مُعدٍ".

كيف الخلاص ؟

"حياتك ملآنة أفراح دائمة مرتبطة بأفكار ملائمة ومطالعة وكتابة ونشر وقُرّاءٌ بالمئات منتشرون في شتّى بِقاع الأرض وأنت لم تتحرّك من مكانك في قهوة الشيحي كل يوم صباحًا وقهوة الأمازونيا كل يوم مساءً وفلاسفة تقرأهم وفلاسفة تسمعهم وفيلسوفاً ومثقفين تجالسهم يوميًّا وروتين جميلُ. والله لو كان لدينا ما لديك لحمدنا الله عن وعيٍ وشكرناه بكرة وأصيلا. نحن مذهولين من ذهولك الدائم وتعجّبك الدائم وسؤالك الدائم وحجاجك الدائم وأنتَ طفلٌ-فيلسوفٌ في الخامسة والستين من عُمُرِهِ".

حمام الشط، الأربعاء 13 جوان 2018.

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire