samedi 14 décembre 2024

شَرُّ البلية في المجتمع التونسي هُمُ أنصافُ المثقفين

 

 

أعني بهم المدرّسين بجميع اختصاصاتهم (ابتدائي وثانوي وعالٍ) والأطباء، والمهندسين والمحامين والصحفيين والإعلاميين والخبراء والمحللين السياسيين والدعاة وأئمة المساجد والأمّيين المستنيرين، إلخ.

كلهم ناقلو معرفة وليسوا منتجيها، والمثقف حسب اجتهادي هو منتج للمعرفة أو لا يكون، متمكن من فرعٍ من فروع الفلسفة، يشتغل عليه دوماً ويوظفه في كل مجالات المعرفة.

أنصافُ مثقفينا لم ينجحوا في تغيير أنفسهم ولا فلحوا في تغيير الغير. المصيبة أنهم يمثلون الأغلبية الساحقة في أحزابنا، سلطة ومعارضة.

قَدَري أنني أنا أيضاً مثلهم نصفُ مثقفٍ، ويا ليت اعترافي هذا كان من باب التواضع، إنه الحقيقة المرّة، حقيقة مَن يدخل مجال الثقافة وهو في سن الخمسين، لكنني لم أيأس بعدُ من الخروج من هذه الطبقة نصف-مثقفة البائسة التي تتكون من فئتين اثنتين: فئة تحكمنا متكونة من مثقفين جهلة بالعلم (خرّيجو العلوم الإنسانية)، وفئة تأتمر بأوامر مَن يحكمنا متكونة من رجال ونساء علم غير مثقفين (خرّيجو العلوم الصحيحة والتجريبية).

 

 


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire