mardi 3 décembre 2024

الرجلُ، أصابَه الوَجْدُ في الكِبرِ، عَشِقَ في نفسِ الوقتِ صبيةً فرنسيةً وعجوزًا عربيةً

 

 

-       العربية، أهلها محافظون، في صِباها خَطَبَ وِدَّها عُشّاقٌ كثيرون، عجمٌ وعربُ، بيضٌ وسُودُ، بدوٌ وحَضَرُ، مسلمون ويهودٌ ومسيحيون، هندوسٌ وبوذيون، أكرادٌ وبربرُ، فُرسٌ على أتراك على بيزنطيين على هنود على أسبان، فتنتهم بجمالها الأخّاذ، لكن لم يدخل خِدْرَها أحدٌ.

-       الفرنسية، أهلها متحرّرون، كل مَن عشقها دخل خِدْرَها ووضع على خدّها قُبلةً.

-       العربية، "ابنةُ عمّي وحبها يجري في دمّي"، سُمّيتْ عليَّ قبل ولادتي.

-       الفرنسية، لقِيتها لأول مرة وأنا عمري ست سنوات ورافقتني مدى الحياة.

-       العربية، مرافقتها للنزهة اليومية لم تعد تغري إلا عشاقها الولهانين، ولو لم يفقْ أولياء أمرها من سبات أهل الكهف لكان مآلُها كمآلِ التحف النادرة، متحف اللوفر بباريس.

-        الفرنسية، تُزين الصالونات وأفواه الحسان وعشاقها من غير ناسها متواجدون في كل مكان، أفارقة وعُربان.

-       العربية، تزوّجت، ولمدة وجيزة، كل فلاسفة الإغريق ثم طلّقتهم بالثلاث جميعًا.

-       - الفرنسية، جدّها القانون الروماني وجدتها الفلسفة الإغريقية، قاطعتْهما قرونًا، ندمت فرجع الدرّ إلى معدَنه.

-       العربية، سِنّها لا يعيبها بل يُزينها، على أقل تقدير عمرها تقريبًا عشرون قرن.

-       الفرنسية، صِغَرُها وسامٌ على صدرِها، عمرها تقريبًا خمسة قرون.

-       العربية، جدودُها كُرَماءُ، لكن النار للسف خلّفـتْ رمادًا. أما أهلها اليوم فهم بخلاء ينقصهم الجَهدُ والعطاءُ، ظلموا الفتاة حتى صارت عانسًا هفاة، خذلوها، وبجهازٍ رَثٍّ جهّزوها، وكالمومياء حنّطوها وعلى الرفوف وضعوها، ومن التثاقف حرموها، وبعنوسة أبدية أصابوها، فهَجَرَها العشاق ولولا نسبها القرآني لتركها القاصي والداني. هل عرفتموها ؟

-       الفرنسية، هجينة وأصلُها مزدوج، أما أهلها اليوم فقد صانوها وبأفضل جهازٍ جهّزوها وبكساء العقل والعلم كسوها ولعيون العالمين عرضوها وبتعدد الأزواج وعدوها. هل عرفتموها ؟

-       في النهاية، لكم مني هدية هي مفتاح الحكاية والقضية: حبيبتاي الاثنتان، العجوز والصبية، يشتركان في نفس الجذر الذي نسميه "المنطق" (لغة -logos ).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire