لِـمزيدٍ من الاستغلال
والربح، نقلتْ بعض الشركات الغربية مكان استثماراتها إلى دول العالم الثالث حيث
توجد يد عاملة مطيعة ورخيصة وغالبًا غير منظمة نقابيًّا: صناعة الملابس في
بنـﭬـلادش والهواتف المحمولة في فيتنام والأفلام في المغرب وتونس والإمارات
والسعودية.
للمقارنة: أجرُ يوم عمل
بـ11 ساعة لـكمبارس في المغرب -figurant-
يَقدَّر بـ27 أورو في حين أن مثيلَه في فرنسا يتقاضى 105 أورو مقابل يوم عمل بـ8
ساعات فقط زائد خلاص مساهمتِه في الضمان الاجتماعي، ووصل "الرُّخصْ"
بالمغرب الشقيق إلى درجة أن الملك عرضِ جيشه الوطني كَـكمبارس ببلاش على ذمّة
المنتجين السينمائيين الغربيين بِـتعلة تشجيع الاستثمار الأجنبي وجلب العملة
الصعبة من الأورو والدولار وهو في الواقع مجلبةٌ للذل والعار.
مَكَرَ بنا التاريخُ،
نحن العرب، ومكرْنا بأنفسنا، فأصبحنا نستقبل على أرضنا سينمائيين غربيين يُنتجون
أفلامًا تمجّد تاريخَهم الكولونيالي وتُثمّن قِيمَهم الحضارية وتزدري قِيمَنا
الحضارية، مثل الأفلام التي تَنسب الإرهاب لِلإسلام وهو في الواقع من صُنع بعض
المسلمين المتطرفين (مثل داعش والقاعدة)، تعلّموه عن زملائهم الغربيين المتطرّفين
(مثل بادر ماينهوف في ألمانيا والألوية الحمراء في إيطاليا ولم يتعلموه من تراثهم
الإسلامي). وممّا زاد الطين بلّة أن نكبتَنا كانت في البعض من نخبتنا العربية
السينمائية اللائكية الفرنكوفونية المنبتّة المستلَبة، خاصة المغاربية منها، التي
استبطنتْ العبودية والتبعية فأصبحت تنتج أفلامًا تزدري فيها تاريخنا وديننا ولغتنا
وتقاليدنا، ناسين أو متناسين أن علماءَ الأنتروبولوجيا الغربيين أنفسهم قد أكّدوا
مرارًا وتكرارًا أن "لا ثقافة أفضل من ثقافة" مهما اختلفتا في المعايير.
Source d’inspiration
: Le Monde diplomatique, août 2023.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire