المصدر:
Les identités
meurtrières, Amin Maalouf, Ed Grasset & Fasquelle, Paris, 1998, 211 pages.
نبذة عن أمين
معلوف:
كاتب باللغة الفرنسية
(Prix
Goncourt 1993 pour « Le Rocher de Tanios »)، مزدوج الجنسية، من عائلة وتنشِئة
مسيحية-عربية، لبناني-فرنسي، متعدد الهويات، لا ينكر انتماءه إلى أي واحدة منها
وفي الوقت نفسه لا يضخّم من شأن واحدة على حساب الأخرى.
نصوص مختارة من أمين معلوف:
صفحة 76: "الشيء
الذي أناضل اليوم ضده وسأناضل دومًا ضده، هو هذه الفكرة الثنائية الخاطئة القائلة
بوجود من جهة، دينٌ -مسيحي- يهدف إلى نشر التقدم والحرية والتسامح والديمقراطية،
ومن الجهة الأخرى دينٌ -إسلامي- مهيأ من البداية للاستبداد والظلامية".
"أعرِّف المؤمن كالآتي: هو مَن
يؤمن بـبعض القيم -التي ألخصها في واحدة : كرامة الكائن البشري. أما الباقي فلا يعدو أن
يكون إلا أساطير وآمال".
"لا تخلو ديانة من التعصب
والتشدد والتطرف، لكن إذا قمنا بجردِ ما أنجزته الديانتان المتنافستان عبر
التاريخ، لَلَاحظنا أن الإسلامَ لا يخجل من ماضيه. لو كان أجدادي مسلمين في بلدٍ محتل من قِبل
الجيوش المسيحية عوض أن يكونوا مسيحيين في بلدٍ محتل من قِبل الجيوش الإسلامية، لا
أعتقد أنهم كانوا قادرين على مواصلة العيش والمحافظة على إسلامهم في مدنهم وقراهم طيلة
14 قرن. ماذا حصل في المقابل لمسلمي إسبانيا وسيسيليا ؟ انقرضوا عن بكرة أبيهم،
مقتولين أو مُكرَهين على الهجرة أو مُمَسَّحِين بالقوة. منذ فجره، يزخَر التاريخ
الإسلامي بقدرة عجيبة على التعايش مع الآخر. في أواخر القرن XIX، كانت إستطبول، عاصمة أكبر قوة
إسلامية في ذلك العصر، تعدّ في سكّانها أغلبية غير مسلمة، أساسيا يونانيين
وأرمينيين ويهود. لـنتخيل في نفس العصر أن نصف سكان باريس أو لندن أو فيانّا أو
برلين يتكون من مسلمين ويهود ؟ لا يزال بعض المواطنين الأوروبيين إلى اليوم
يمتعضون من سماع الآذان في مدنهم".
"يجب أن نقارن ما يصلح للمقارنة. أسّسَ الإسلام "اتفاقية
تسامح" (un “protocole de tolérance”) في
عهدٍ كانت فيه المجتمعات المسيحية لا تتحمل الآخر".
"بعد ما كان العالَم الإسلامي وعلى مدى قرون، رافعًا راية التسامح،
أصبح اليوم في مؤخرة الأمم" (كشكار: "أضحى العالَم الإسلامي اليوم
يُنعتُ بالتشدد والتطرف والتعصب والرجعية والظلامية ومعاداة المرأة والفن وحقوق
الإنسان".)
"بالنسبة لي، بيّنَ التاريخ بوضوح أن الإسلامَ يحمل في داخلِه
استعدادات وإمكانيات كبيرة للتعايش والتفاعل الخصب مع الثقافات الأخرى، لكن
التاريخ الحديث بيّن أيضا أن رِدّة قد تحدث وقد تبقى هذه الإمكانيات الكامنة فيه
كامنة على طول. (...) لو طبقنا التاريخ المقارَن على العالَم المسيحي والعالَم
الإسلامي، سنكتشف من جهة، دين متعصب، حامل لنزعة الاستبداد، لكنه تغيّر شيئا فشيئا إلى دين
تفتّح على الآخر، ومن الجهة الأخرى، دين حاملٌ لرسالة تفتّح، لكنه شيئا فشيئا
انحرف إلى سلوكيات متطرفة واستبدادية".
صفحة 85: "المجتمع الغربي صَنَعَ الكنيسة والدين
اللذان كان هو في حاجة لهما". ... كل المجتمع شارَك، بمؤمنيه وملحديه" (كشكار: " يبدو لي، حسب اجتهادي، أن هذه الجملة
الأخيرة لأمين معلوف، يقابلها في قرآننا : "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى
يغيّروا ما بأنفسهم").
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 23 نوفمبر 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire