مَن هم ؟
هم المثقفون المنتجون
للمعرفة، مقالات أو كتب أو محاضرات مباشرة أو تدخلات مبثوثة على اليوتوب.
مَن الذي يُحقّر من
شأنهم ويرى في "جلوسهم على الربوة" عيبًا كبيرًا ؟: هم إخوانهم، تونسيون أنصاف مثقفين، ولا
يحقِّر من شأن المثقف المنتِج للمعرفة أو ناقلها إلا المتعلم غير المثقف أو نصف
المثقف: يحطّون من عزائمهم، يحاولون تهميشهم، يستنقصون من قيمتهم الاعتبارية،
يشوّهون صورتهم لدى العامّة، يمسّون من سمعتهم، وغالبًا ما ينتهون إلى ثلبهم
واقتحام حياتهم الخاصة. هؤلاء، هم عادة المتحزبون الناشطون يسارًا أو يمينًا،
"المالكون للحقيقة المطلقة"، أعداء الاختلاف، العدوانيون الذين لا
يطالعون ولا يُنصِتون إلى المطّلعين.
مَن الذي يرفعُ من شأنهم
ويرى في "جلوسهم على الربوة" شرفًا معرفيًّا كبيرًا ؟: أنا ومَن لفّ لفّي، نحن نعتبر أن
"الجلوس على الربوة"، مرتبةٌ لا يبلغها إلا الراسخون في المعرفة وخاصة
في نقد المعرفة (Épistémologie)، وناقد علم البيولوجيا مثلاً،
لا يقاسِم بالضرورة عالِم البيولوجيا مخبره، لكن العالِم الغارق في تجاربه يستفيد
من نقد الناقد "الجالس على الربوة"، و"الجلوس على الربوة"
عادة ما يمنح صاحبه رؤية بانورامية ومقاربة شاملة (Une vision panoramique et une approche
systémique)،
رؤيةٌ لا تتوفر عادة لدى المتحزبين الناشطين يسارًا أو يمينًا، ربما
لضيق الوقت لديهم أو لتنوّع مشاغلهم واهتماماتهم. المفروض أن الدورَين يتكاملان،
دور الناشط (L’activiste) ودور الناقد "الجالس على
الربوة"، ولا يبخس أحدهما دور الآخر بل على العكس يثمّنه وإذا لم يثمّنه على الأقل يحترمه.
"الجلوس على
الربوة" بالمعنى الإيجابي والمعرفي للكلمة ليس أمرًا هيّنا وليس سهل المنال
يبلغه كل مَن هبّ ودبّ، ولكي "تجلس على الربوة"، يجب أولا أن تصعد إلى الربوة، وللربوة، كما تعلم، ألف درج ودرج (escalier)، وفوق كل درج كتابٌ، ولن تصل قمة الربوة
وتتربع فوقها إلا إذا قرأتَ ألف كتاب على أقل تقدير. كيف نتعرّف على "الجالسين
على الربوة" ؟: صحتهم عليلة، هندامهم مغاير للموضة، نظرهم ضعيف وعيونهم مثقلة
من كثرة القراءة والكتابة.
خاتمة: أنا يشرّفني أن
أكون من مريدي "المثقفين التونسيين الجالسين على الربوة" ومن عشاقهم،
أثمّن إنتاجهم المعرفي حتى ولو اختلفتُ معهم، أواظب على قراءة مقالاتهم
وتغريداتهم. تعلمتُ
منهم الكثير الكثير، أحترمُهم، أجِلُّهم، وأطمحُ في الوصول إلى مراتبِهم العاليةِ.
أيها المتحزبون
الناشطون، الكارهون لـ"المثقفين الجالسين على الربوة"، مالَكم ومالَهم،
لا ينافسونكم أحزابكم ولا جمعياتكم، اقرؤوا كتبهم أو مقالاتهم أو اتركوهم وشأنهم،
ينالكم ثوابٌ دنيا وآخرة !
فى عصر القبلية جُبل الإنسان على حب أفراد قبيلته
وكره القبائل المنافسة. الفردانية
فربّته على حب نفسه فقط وكره الآخرين.
خلال فترة التقاعد، تفرّغتُ لمشاهدة محاضرات
الفلاسفة على اليوتوب ومطالعة كتب ورقية وقراءة لوموند ديبلوماتيك. تمتعت فنشرت لكن وللأسف
لم أنجح في نقل متعتي إلى غيري.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire