jeudi 5 janvier 2023

هل يختلفُ المواطن التونسي المتحزب اليساري عن الإسلامي أو القومي أو الدستوري في سلوكياته وقِيمه ؟

  (Comportements et Valeurs

 

للأمانة العلمية أقول لكم:

لا تنزعجوا أيها المنتمون للأحزاب التونسية، فملاحظاتي التالية ليست نتيجة بحثٍ أو دراسة لأحوالكم المتردية والواضحة للعيان ولا تحتاج إلى بيان، بل هي مجرد انطباعات صادرة عن مُسِنٍّ (70 عامًا) فَقَدَ ثقته فيكم جميعًا ولا يرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، يراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ ما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).

يبدو لي أن الجواب على سؤال العنوان سوف يكون حتمًا بِـ"لا" وهو في ظني أقربُ للصواب والدلائل كثيرة ولكم منها بعض مما أعرف حولكم جميعًا (يساريين وإسلاميين وقومييين ودستوريين):

-         بعض المدرّسين والمدرّسات منكم يساهمون في تخريب المدرسة العمومية التونسية وذلك عن طريق الكسب المشط من بيع الدروس الخصوصية غير القانونية (القانون يقول: لكل مدرّسٍ الحق في تنظيم دروس خصوصية خارج المدرسة لغير تلامذته في القسم على شرط أن لا يفوق العدد الجملي اثنَي عشر تلميذًا، يقسّمهم إلى ثلاث مجموعات منفصلة وبمقابل غير مشط وفي قاعة درس وليس في ﭬاراج).

-         بعضكم ليسوا ديمقراطيين حقيقيين: الإسلاميون يساندون أردوڤان مُدَمِّرُ المدن الكردية في تركيا وسجّان الصحافيين الأتراك المعارضين، واليساريون والقوميون يساندون الدكتاتور بشار ابن ووريث الدكتاتور حافظ (مع الإشارة أن كل مَن شارك في تدمير سوريا أعتبره أنا شخصيًّا مجرمَ حربٍ من أمثال الحكومات التركية والقَطرية والسعودية والإيرانية والروسية وحزب الله اللبناني وأمريكا وأوروبا) أما الدستوريون فيكفيهم نقدًا أن زعيمهم بورڤيبة هو أول مستبد تونسي حكم تونس بعد الاستقلال.

-         بعض التُجار والتاجرات منكم يرفعون الأسعار ولا يقنعون بالزيادة القانونية.

-         بعض الحِرَفِيين منكم يغشّون ولأعمالهم لا يتقنون.

-         بعض قيادات أحزابكم يَكذِبون ولِوعودهم الانتخابية يخونون.

-         بعض الموظفين العموميين منكم يغادرون عملهم قبل الموعد المحدّد ولا يقومون بواجبهم ويتمتعون دون وجه حق بالعطل المرضية المزيّفة.

-         جلكم لا يتقبل النقد الذاتي العلني، لا بل يُحقِّر من شأن النُقادِ المستقلين.

-         جلكم لا يهتم بالنشاط الفكري والثقافي.

 

خاتمة:

"الإيديولوجياتْ، كل الإيديولوجياتْ، هي حُلمٌ وحريةٌ عند بداية تَشكّلها، قَمعٌ واستبدادٌ عند نهاية تَشكّلها" Jean Paul Sartre, 1948


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire