قال الفيلسوف هابرماس:
"الإبستمولوجيا هي فرعٌ مستقل من الفلسفة العملية أو نوعٌ من النقد الجذري
للمعرفة العلمية أو علمٌ شكلي يسعى إلى معاودة بناء النظرية العلمية" (المصدر:
يورغن هابرماس، الفلسفة الألمانية والتصوف اليهودي، ترجمة نظير جاهل، نشر المركز
الثقافي العربي، 1995، 93 صفحة. ص. 34).
« La didactique de la biologie a
failli s’appeler épistémologie de l’enseignement ».
المدرّس، دارس الإبستمولوجيا، عادةً ما يكون
حريصًا على تقييم نفسه ومراجعة ما يفكر فيه وما ينجزه من دروس.
العوائق المعرفية (les obstacles épistémologiques)، التي قد تعرقل عملية التدريس لدى المدرّس
وعملية التعلم لدى التلميذ، تشبه في طبيعتها جبل الجليد حيث الجزء الغاطس أكبر من
العائم وآلة الكشف الوحيدة المتوفّرة لدى المدرّس هي الإبستمولوجيا.
دون إبستمولوجيا، كما قال ﭬاستون باشلار "الأساتذة لا يفهمون أن تلامذتهم لا يفهمون".
يبدو لي أن البيداغوجيا
التي لا تسندها إبستمولوجيا الاختصاص هي بيداغوجيا قاصرة. قاصرة عن
الكشف عن عوائق التعلم لدى التلاميذ الذين تعترضهم صعوبات في التعلم وهُم
الأكثرية.
يتخرج المدرس من الجامعة وهو مُلِم باختصاصه لكنه غير ملم بالأهم أي غير ملم
بإبستمولوجيا اختصاصه وكيفية تعليم ما تعلمه و غير ملم بتصورات تلامذته القبْلِية.
يبدو لي أن مراكمة
الشهائد في نفس الاختصاص (ماجستير، دكتورا، تبريز) لا تحسّن
كثيرا من أداء المدرّس ، يحسّنه أكثر تعدد الاختصاصات
والثقافة المتنوّعة" (André Giordan). لو طُبِّقَ هذا الشرط سنة 1974 (تاريخ انتدابي أنا كأستاذ علوم الحياة
والأرض)، لَما انتُدِبتُ أنا نفسي، لأنني درّست 24 سنة دون معرفة الإبستمولوجيا.
المدرّس المطلع على إبستمولوجيا اختصاصه يرى أن العلمَ
اجتهادٌ وتراكمٌ وليس اكتشافًا بالصدفة ولا تخدعنكم تفاحة نيوتن ويرى أن العلمَ
متحركٌ وليس ثابتا والعلم يعرّف نفسه بمدى قابليته للدحض (falsifiable). العلمُ ليس محايدًا ولا موضوعيًّا, العلمُ منحازٌ
لأهله ومموليه. أحسنُ دليلٍ: احتكار براءات تركيب جل الأدوية من قِبل لوبيات
ربحيّة (Industrie pharmacologique).
خاتمة:
في البحث العلمي، النقدُ هدّامٌ أو لا يكون. هدّامٌ
للتصورات غير العلمية لدى الباحث، هدمٌ يتبعه بناءٌ ثم هدمٌ ثم بناءٌ. الراحةُ في
البحث تؤدّي إلى موت البحث.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire