1.
اقتصاد
السوق الليبرالي المتوحّش أجبَر الأستاذ على التخلي عن رسالته التربوية النبيلة.
كان المعلّم في أيامنا رسولا (قبل 1970، l’année
charnière)
فجعلت منه الرأسماليةُ الجشعة بروليتاريًّا فاقدًا لأي رسالة. يبيع ما تعلّمه
بمقابلٍ، أي يكتفي بالقيام بواجبه لا غير وينسى أنه مطالَب بأكثر من الواجب،
مطالَب بأداء الرسالة على أكملِ وجهٍ ممكنٍ.
2.
تدهور مفهوم "الدولة-الأمة الراعية" (l’État-nation providentiel): "مَثلُ الدولة-الأمة الراعية في تكاملها كمثل البلد الواحد، إذا اشتكى منه مواطن تضامن معه باقي المواطنين بالنفس والنفيس".
3.
قديمًا
كان 80% مما يُدرِّسه أستاذ العلوم الجامعي، تعلّمه في الجامعة. في القرن 21 أصبح
80% مما يدرّسه، تعلّمه بعد التخرّج.
4.
شرعية
المعرفة الأكاديمية وهيبة الأستاذ تزعزعتا لأن الأكاديمية والأستاذ لم
يعودا قادرَين على الإجابة على كل أسئلة الطالب والتلميذ وذلك ناتجٌ عن سرعة
تطوّرِ العلوم وانتشارها عبر الأنترنات.
5. تعليمنا
يركّز على تعليم الكفاءات (أستاذ، طبيب، مهندس) ويهمل تعليم القِيم الضامنة
للكفاءات (التضامن، التطوع، نقد المعرفة نفسها، الحوار).
6.
تعليمنا
لايهتم إلا بتكوين كفاءات عملية فاقدة لرسالتها الإنسانية مثل جل مدرسينا وأطبائنا
ومحامينا. هو تعليم كانت أثينا تخصصه للعبيد !
7.
في
أثينا كان العبيد يعلَّمون الكفاءات التي تؤهلهم لخدمة أسيادهم. تعليم اليوم في
العالم أجمع لا يفعل غير هذا مع تغير الأسياد (الرأسالماليون أرباب العمل).
8. تعليمٌ
لا يعلّم المتعلم كيفية حماية نفسه من الاستلاب (aliénation) وممارسة حريته الفكرية هو ترويضٌ للأحصنة وليس
تعليمًا للبشر.
9. تعليمنا
اليوم هو تعليم سلوكي (éducation purement comportementale) بطريقة سلوكية (béhaviorisme) : سؤال/جواب، جزاء/عقاب، ذكي/غبي
!
10.
تعليمنا اليوم تعليم يعتمد أساسًا على التقييم الجزائي مما يدفع التلامذة دفعًا
للغش والمنافسة غير الشريفة بينهم (l’étude): التلميذ المحتال في
نظامنا التربوي يصبح كالسمكة في الماء.
11.
النظام التربوي الليبرالي في العالم: وزير ومتفقد ومدرس وتلميذ وولي
ومشغّل، محتالٌ يحتالُ على محتالٍ، والمحتال الأكبر هو رأس المال !
12.
إذا أردت أن تقيّم نظامًا تربويًّا ما، فانظر في متخرّجيه (مدرس، طبيب،
مهندس). تقنيا جلهم أكفاء، اجتماعيا جلهم فاقدون لرسالتهم الإنسانية !
13.
المطلوب من المدرسة أن تعلم التلميذ النقد والتجديد وتحدي الصعوبات
ومجابهة الطوارئ، لا أن تعلمه الخنوع والتقليد والتأقلم مع الموجود !
14.
"علّم" (enseigner) لا تعني "فسّر" (expliquer) ، بل تعني تدريب التلميذ على استنباط حلول تعلمية خاصة به لكي يستطيعَ
أن يتعلم ما لا يعلمه أستاذه نفسه !
15.
لقد حاد التعليم عن رسالته، فعِوض أن يعلم التلميذ التحرر والانعتاق من
الأفكار البالية، أصبح ينظم، يصنف، يراقب، يتحكم ويجازي ويعاقب !
16.
ما هو الخَوَرُ الأساسي في التعليم ؟ أن يوجد في نفس القاعة معلم ومتعلم
أي حاكم ومحكوم أي باث ومتلقي أي مُذهِل (مدرس) ومذهول (تلميذ) !
17.
في تعليمنا لا مجال عادة لممارسة أنشطة بدنية سوى الرياضة. قليلُ جدا من
الأنشطة البدنية توجد في بعض المدارس وليس في كلها، مثل المسرح والتصوير وبعض
الأشغال التطبيقية في بعض الشعب العلمية (إعلامية، فيزياء، علوم الحياة والأرض).
نتمني إضافة الطبخ وتصنيف الحلويات والخياطة وخاصة الرحلات المدرسية لزيارة
المتاحف والجبال والصحراء والبحر، بناتًا وأولادًا مختلطين في انضباط أخلاقي. لقد
اشتكى البدن من حمل الرأس دون يمتع نفسه بقدراته على القفز والجري والعوم والغطس
للأعماق وتسلق الأشجار والجبال وتتبع آثار الحيوانات بحذر والرقص بأنواعه وفنون
الدفاع عن النفس (arts martiaux) وتعلم قيادة الدراجات
والموتورات والسيارات العائلية وغيرها من الأنشطة التعليمية-الترفيهية-الشبابية
الأخرى.
NB : Aujourd’hui, malheureusement les
corps de nos élèves ne s'expriment presque pas
l’école, ou rarement durant le parcours scolaire, ils sont quasi inactifs.
18.
بعد كل هذا النقد الذي سبق للتعليم، ما الحل ؟ هل نغلق المدارس والجامعات ؟ أكيد لا. نساعد التلميذ على بناء
معرفته بنفسه (مونتيسوري).
Pour en savoir plus, prière lire le livre de Roland GORI, La fabrique des
imposteurs, BABEL, 2015
(308 pages, 8,7 euros).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire