samedi 21 janvier 2023

خلل\حل عدد 15: كيف نُعلّم الأخلاق للتلمييذ ؟

 

 

الأخلاقُ ليست معرفةً حتى ندرّسَها، بل هي فِعلٌ نمارسُه في المجتمع.

نحن في مدارسنا نُدرّسُ التربية المدنية والتربية الإسلامية ساعتين كل أسبوع (معرفة-Connaissance). قال الفاروق: "انصحوا الناس بصمت". قالوا: "كيف يا عمر؟". قال: "بأخلاقكم" (أي بسلوككم). لو عملنا بهذه النصيحة فقط لقطعنا نهائيا مع خطاب الوعظ والإرشاد الدعوي العقيم.

لماذا لا نستلهم من التجربة البيداغوجية الكندية الراقية ؟  في كندا، يُطالَبُ تلميذ الثانوي بـ40 ساعة تطوّع خلال فترة دراسته بالمعهد، ولا يتسلم الناجح في الباكلوريا شهادته إذا لم ينجز ساعاته كاملة حتى ولو حصل على 19\20 معدل. مثلا: يقوم التلامذة الكنديون (مسلمون وغير مسلمين) بخدمة المواطنين الكنديين المسلمين في حفلاتهم العامة بمناسبة الأعياد الدينية، وفي النهاية يمنح منظمو هذه الحفلات شهادة مشاركة للتلميذ المتطوع، شهادة وَرَقِية يستظهر بها في معهده وتُحفظُ في ملفه المدرسي.

لماذا لا نفعل مثلهم في وزارة التربية التونسية وقد انتشرت المعاهد عندنا في جميع مدننا الكبيرة والصغيرة، إجراءٌ بيداغوجيٌّ غير معقّدٍ ولا يتطلب تمويلاً باهظا ولا انتدابًا إضافيًّا، إجراءٌ يتماشى مع ديننا وتقاليدنا ولنا فيه قديمًا باع وذراع (أمثلة عشتُها أنا شخصيًّا في جمنة السبعينيات: كانت لنا عادة الاستنجاد  بالأقارب والأصدقاء والجيران، تطوّعًا ودون مقابل، رجالاً ونساءً، شيبًا وشبابًا وأطفالاً، نستنجد بهم في الأفراح والأتراح).

خاتمة:

الديداكتيك تقول أن "تدريس المعارف (connaissances) لا يغير أوتوماتيكيًّا القِيم (valeurs)".

علينا إذن الربط بين الاثنين في كل درس علنا نرد للقِيم اعتبارها. للأسف الشديد، تعليمنا الحالي يدرّس معارف فقط فلا تنتظروا منه إذن ثورة في الأخلاق !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire