vendredi 20 janvier 2023

 

خلل\حل عدد 14: أعملُ معَ من أجل أن أسيرَ ضدّ 

(Faire avec pour aller contre)

 

لتبليغ المعلومة للتلميذ يبدو لي أنه يكون من الأفضل أن نستعمل خطابًا غير إقصائي وغير جبهوي وغير صادم.

Un discours non frontal, un discours qui préconise de faire avec les conceptions non scientifiques pour aller contre ces mêmes conceptions et en même temps laisser le choix aux élèves d’auto-construire leurs  propres conceptions scientifiques.

 الخطاب الجبهوي، خطابٌ ينفّر ولا يبشّر، علينا إذن استحضارُ التصورات غير العلمية وعدم إهمالها ثم استعمالها وتوظيفها بهدف تفنيدها علميا وتعويضها بتصورات علمية.

Avant d’enlever à quelqu’un ses béquilles sur lesquelles il s’appuie, il faut lui fournir d’autres meilleures.

التصورات غير العلمية ليست تصورات خاطئة بما أنها قد تنفع الفرد مثل الاعتقاد في العلاح بالقرآن.     

La thérapie coranique agit par effet placebo.          

تصورات التلميذ تنبثق من الثلاثي (KVP de Clément): المعارف التي يتلقاها في القسم (Knows: connaissances) والقِيم السائدة (Valeurs) والممارسات الاجتماعية المرجعية (Pratiques sociales de référence).

تصريحات العلماء لا تخلو من خلفية إيديولوجية أو انتهازية وتقف وراءها المخابر العلمية الكبرى وحتى بعض الدول المنتجة والمحتكِرة للعلم.

 

لماذا أفضِّلُ الخطابَ غير الصداميِّ على الخطابِ الصداميِّ ؟

أفضّلُ الخطاب التوافقيّ غير الصداميّ وغير العدوانيّ، أعتمده دائما في مقالاتي، إنتاجًا أو تأثيثًا، ليس تقية أو نفاقا ولا حتى مجاملة كما قد يتبادر إلى أذهان بعض القرّاء الصادقين النزهاء غير المتأدلجين، بل هو منهجية علمية تعلّمية درَستها في المرحلة الثالثة تعلمية البيولوجيا في جامعة كلود برنار بليون 1 فرنسا. هذه المنهجية العلمية البيداغوجية تتلخّصُ في تجنّب الخطاب الجبهوي الصادم العدواني (le discours frontal agressif)، أتجنبه لأنه خطابٌ عقيمٌ لا يوصل المعلومة سليمة من الباث إلى المتلقي. أفضّل اعتماد منهجية "اعْمَلْ مع من أجل أن تسِيرَ ضد" (Faire avec pour aller contre)، اعْمَلْ مع التصورات غير العلمية (الموروثة والموجودة فعلا في كل المجالات وفي كل الإيديولوجيات) لتسِيرَ ضد نفس هذه التصورات غير العلمية، إلا في المسألة الدينية، فالدينُ لا يقع تحت سلطان العلم، الإيمانُ نورٌ قذفه الله في القلب كما خَلُصَ إلى ذلك الفيلسوف القروسطي أبو حامد الغزالي، والإيمانُ أسمَى من العلم بكثيرٍ.

أفضِّلُ مرافقة المتلقي بأسلوب علمي بحت للوصول به ومعه إلى مرحلة البناء الذاتي-الاجتماعي لتصوراته العلمية حتى يتجاوز تصوراته غير العلمية بكل حرية ودون ضغط، لا من الدين ولا من الأيديولوجية. هذه المنهجية تعتمد على نظرية "المدرسة البنائية" (Le constructivisme) للعالِم بياجي والتي طوّرها زميله فيڤوتسكي فأصبحت "المدرسة البنائية الاجتماعية" (Le socio-constructivisme).

خاتمة:

تصوّروا معي لو اعتمَدَ المدرّسون التونسيون مع تلامذتهم منهجية "اعْمَلْ مع لتسِيرَ ضد" (Faire avec pour aller contre) عوض الخطاب الجبهوي الصادم العدواني (le discours frontal agressif)، لأنقذنا مئات الآلاف من التلامذة من ظاهرة الانقطاع المبكر بسبب خطابات صادمة ومنفّرة ومُحبِطة ومُهينة يوجهها بعض المدرّسين التونسيين عادةً لتلامذتهم الذين يعانون من صعوبات في التعلّم،  خطابات من نوع: "بهيم ومصطك"، "ما تفهم شيء"، "غالط على طول الخط"، إلخ.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire