اشتريتُ كتابَه الأخيرَ (Les vertueux) لكنني لم أبدأ قراءته بعدُ. قرأتُ له سابقًا عدة
روايات وسمعتُه اليوم كثيرًا على اليوتوب. سمعتُه في لقاء بفرنسا يقول عن
"الإرهابيين الجزائريين" الذين كان يحاربهم كعقيد في الجيش الجزائري
طيلة "العشرية السوداء" (1992-2002): "كنت مسؤولاً عن إستراتيجية
مكافحة الإرهاب. قمتُ بِبحثٍ بسيطٍ حول أسباب التحاق الشباب الجزائري بصفوف
الإرهاب وتوصلتُ إلى النتيجة التالية: نسبة 75% منهم مرّوا بظروف عائلية تربوية صعبة، فمكافحة
الإرهاب تبدأ إذن من العائلة".
تعليقي: استنتاجُه استنتاجٌ سطحيٌّ جدًّا -حسب
رأيي- لأنه يُرْجِعُ ظاهرة الإرهاب المركبة (complexe) إلى سبب واحد، العائلة (l’éducation
familiale).
بموضوعية ودون تحامل،أقول: أوافقه في إدانة ظاهرة
الإرهاب عمومًا، لكنني أخالفه في تحليلها وذلك للأسباب التالية:
-
أولاً، كعسكري هو طرفٌ في النزاع ورأيُه لا يمكن أن يكونَ موضوعيًّا، خاصة
وأنه يؤكد دومًا أنه منحازٌ تمامًا للنظام الاستبدادي الحاكم آنذاك، ومعادٍ تمامًا
للإسلاميين الجهاديين.
-
ثانيًا، لم أجد في تحليله لنفس الظاهرة عُمْقَ تحليلِ (le politologue François Burgat) الذي يُرجعها للغزو المادي والثقافي واللغوي
والرمزي للاستعمار الفرنسي للجزائر على مدى 130 عامًا ولنهب ثرواتها بعد الاستعمار
(l’absence du partage ou le partage inégal).
-
ثالثًا، لم أجد في تحليله لنفس الظاهرة مقاربةَ (le politologue Olivier Roy) الذي يُرجع نفس الظاهرة إلى سبب الفراغ الروحاني (mystique) لدى هؤلاء
الشباب الجزائرييين.
-
رابعًا، لم أجد في تحليله لنفس الظاهرة ولو ظِلَّ فلسفةَ ظاهرة انهيار
القِيم الإنسانية في الغرب في القرن العشرين لأمين معلوف في كتابه "غَرَقُ
الحضارات" (le naufrage des
civilisations).
إمضائي: "إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك
فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران خليل جبران)
تاريخ أول نشر على صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 15 جانفي 2023.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire