في تونس، مدرستُنا مدرستانِ
يبدو لي أن حِرصَ الكثير من الأولياء على ضمان تعليمٍ
أفضلَ لأولادهم (تعليم خاص في تونس أو
بِعثات دراسية للخارج أو دروس خصوصية - Étude) قد خَلَقَ، ودون قصدٍ منهم، تعليمًا يمشي بسرعتين مختلفتين (enseignement à deux vitesses): الخاص يحث الخطى والعمومي
يَعْكُزُ.
مَن المسئول ؟
مَن يصنعُ الفشل المدرسي في
تونس ؟ (حوالي 100 ألف تلميذ منقطع تَلفظهم المدرسة في نهاية كل سنة دراسية وذلك
منذ عقدَين من الزمن على الأقل، مئة ألف يعود أغلبهم للأمية). المسئول الأول هي الدولة، الدولة
التي تخلت عن دورها التربوي وعن مدرسة الجمهورية (L’école républicaine)، مدرسة المِصعد الاجتماعي
للفقراء (L’ascenseur social des pauvres)، مدرسة
الاستقلال التي تعلمت فيها أنا (58-74) حيث كان المبيت مجانيا للمعوزين والأكل
مجانيا والأدوات المدرسية مجانية (كنا مثل فنلندا حاليًّا أو أفضل قليلاً - servi, logé, nourri, blanchi). المسئول الثاني هم مدرّسو
المدرسة العمومية أنفسهم: مدرس الساعات الخصوصية أنهَكَه جشعه، مما نتج عنه في
عديد الحالات إهمالٌ مضاعف: انخفض أداؤه البيداغوجي خلال عمله الرسمي داخل
المدرسة، وانخفض مستوى إعداده لدروسه خارج المدرسة. لا أعمّم وأستثني بعض المربين
غير الجشعين الذين يلتجئون إلي "الأوتيد" (L’étude) اضطرارًا، أي الذين يُراعون
القناعةَ في هذا المجال، وهم
فئةٌ قليلةٌ جدًّا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire