vendredi 31 mai 2019

ماذا أنتظر من أخي المسلم؟ مواطن العالم



مقدمة منهجية:
لستُ مختصا في الدين الإسلامي ولا أقصد ولا أدعي من وراء الخواطر التالية إقناع أو هداية أحد، لا لأني لا أطمح إلى ذلك، فالهداية هي رسالة المربي مهنتي وهي مهمة سامية ونبيلة يطمح لها كل بشر عاقل،  بل لأنني أعي جيدا أنها مهمة مستحيلة لم يُكلف بها حتى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ). أستوعب تماما معنى الحكمة حسب تعبير الروائي الروسي العظيم ليو تولستوي أو الآية الكريمة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". و اقتداء بالمنهج العلمي، لن أعمم نقدي الانطباعي، لكنني أصرّ على أنه نقد هدام والنقد هدام أو لا يكون، نقدٌ موجهٌ لِصنف من المتدينين المزيفين المنتشرين والمتغلغلين خاصة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، والهدم دومًا يسبق البناء.

 أخاطب أخي المتدين المزيف:
-         لو كانت صلاتك نهتك عن الفحشاء والمنكر - وهي للأسف لم تنهك - لَكنت أصلَحَ فردٍ أخرِج للناس.
-         لو كان صيامك منعك من إيذاء الناس ماديا ولفظيا وأشعرَك فعلاً بمعاناة الفقراء - وهو للأسف لم يمنعك ولم يحسّسك - لكنت ملاكًا يعيش بيننا على الأقل خلال عُشر حياتك تقريبا (شهر كل عام).
-         لو كانت شهادتك (لا إله إلا الله) مثلت بالنسبة لك إقرارًا صريحًا منك بتحرر الإنسان الفرد من استلاب وتبعية البشر للبشر - وأنت "برادوكسالومان" تقولها صادقًا لكنك لم تتحمل يومًا ثقل مسؤولية تبعاتها السلوكية اليومية - لَمَا تركتَ الحاكمَ العربي المسلم يستأسد يومًا واحدًا ويأكل الرعية ويعيث في الأرض بطشا وظلما وتجبّرا وتكبّرا.
-         لو كانت زكاتك تجسمت في تقرّبك إلى ربك خدمة لمخلوقاته الضعيفة المحتاجة - وأنت للأسف نراك تتهرب أو تتحايل في دفعها للدولة أو لمستحقيها ظنا منك أنك الأذكى وأنت لا تدري أنك عند ربك الأنكى - لَأصبحنا لغير المسلمين قدوة ومثالاً يُحتذي به في التكافل الاجتماعي ولَسبقنا ظلنا والأمم في إرساء وترسيخ  قِيم العدالة الاجتماعية.
-         لو كان حَجك طهّر نفسك الأمّارة بالسوء من أدرانها - وهو للأسف لم يطهّرها - لأضفنا كل سنة للأمة الإسلامية ثلاثة ملايين فرد حاج طاهر، ولَعمَّ الطُّهْرُ بلداننا العربية والإسلامية جميعا وأصبحنا "أطهَر أمة أخرِجت للناس".

خاتمة:
يبدو لي أن بشائر هذا الكائن المسلم الممكن والمحتمل والمنتظر الذي أحلم به بديلا للسائد المزيف قد تأتي من مسلمي البيئة العلمية العقلانية المتوفرة في البلدان العَلمانية (أمريكا، أوروبا، الهند، الصين، تركيا، إلخ.) حيث تعيش اليوم نسبة كبيرة وهامة من المسلمين المعاصرين (تقريبا 40%).

إمضاء
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 11 أوت 2014.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire