jeudi 16 mai 2019

لم أضحِّ في حياتي من أجل أحدٍ! مواطن العالَم



لستُ ضد مبدأ التضحيةِ من أجل بشرٍ محتاجٍ إليَّ أو قضيةٍ عادلةٍ، لكن لم تتوفرْ لي فرصةٌ لأجرّبَ نفسي، على شرط أن تكون تضحيةٌ دون عنفٍ، لكنني لو أجبِرتُ على الاختيارِ بين الجُبنِ والعنفِ، لاخترتُ الثاني ودون تردّدٍ.

لم أضحِّ في حياتي من أجل أمّي (أمّي ضحّتْ من أجلي) أو أبي أو ابني أو ابنتي أو أخي أو أختي أو زوجتي أو صديقي أو وطني أو موطني أو أمتي أو ديني أو مبدئي الإيديولوجي أو عملي أو أي أحدٍ أو أي قضيةٍ من أي نوعٍ، لكنني قمتُ بواجبي نحو الجميعِ دون إفراطٍ ولا تفريطٍ.

ضحّيتُ بجهدي ومرتبي ومتعتي وراحتي من أجلِ نيلِ شهادةِ الدكتورا في سن الـ55، لا لغرضٍ ماديٍّ أو معنويٍّ، بل لأتخلصَ من عقدةِ نقصٍ كانت تلازمني وتؤرّقني في مجالِ العلمِ اختصاصي.  

إمضاء مواطن العالَم
الاستقامةِ الأخلاقيةِ التي أتبنّاها تتجاوز الاستقامةِ الأخلاقيةِ الدينية لكنها لا تنفيها، لا تناقضها ولا تعاديها بل تكمّلها وتحميها: الأولى تُمارَس على المستوى الفردِيِّ (La spiritualité à l`échelle individuelle)، وهي فردية أو لا تكون، وقد تتوفّر عند المتدين (Le croyant) وعند غير المتدين (Le non-croyant)، وقد يكتسبها الفرد من الدين (الجهاد الأكبر) أو من الفلسفة أو من الاثنين معاً كحالتي. أما الثانية فلا تُكتسَبُ إلا من الإيمان بِدينٍ معيّنٍ، ولا تهم غير المتدينين، وهي كالدين اجتماعية أو لا تكون (La spiritualité d`une société ou d`un état).
الهُوية هُويّات، أنا مواطن العالَم، كشكاري، ڤَصْرِي-شِتْوِي، حَمَادِي، جمني، حمّام-شطي، تونسي، شمال إفريقي، أمازيغي، عربي، وطني، قومي، أُمَمِي، مسلم، عَلماني، يساري غير ماركسي، عربي اللسان، فرنكفوني، محافظ، حداثي. كل هُوية تُضافُ إليّ هي لشخصيتي إغناءُ، وكل هُوية تُقمَعُ فيّ هي لشخصيتي إفقارُ.

و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 16 ماي 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire