lundi 27 mai 2019

هل عِرقُنا ودِينُنا هما سببُ تَخلّفِنا؟ مواطن العالم



تاريخ أول نشر على النات: حمام الشط في 4 جويلية 2012.

لماذا يلجأ المسلم المعاصر دوما إلى التباهي بعدد قليل من قدماء العلماء المسلمين، والعالم الحديث يعج بمئات الآلاف من العلماء المسلمين المعاصرين المنتجين للمعرفة في الغرب؟
لفت انتباهي أخيرا مشهد من مسرحية عرضها تلامذة بمناسبة يوم العلم في قاعة البلدية تحت إشراف فرع حزب حركة النهضة بمعتمدية حمام الشط. يحث فيه الأستاذ تلامذته على الاجتهاد وطلب العلم ويرفع معنوياتهم مذكرا إياهم بأجدادهم العلماء أمثال الخوارزمي والفارابي وابن رشد وابن سينا وغيرهم.

وددت لو قال لهم: اليوم وفي القرن الواحد والعشرين، يوجد مئات الآلاف من العلماء: نعم مئات الآلاف، أظن أنني لست مخطئا ولا مبالغا وأعني بالعالِم: الفرد المشارك في إنتاج المعرفة العلمية بالقليل أو بالكثير، والمشتغلين في مجالات البحث العلمي في الدول الغربية المتقدمة وخاصة في أوروبا وأمريكا وكندا، مئات الآلاف من المسلمين من جنسيات مختلفة، فرس وهنود وباكستانيون وعراقيون ومصريون (على سبيل الذكر لا الحصر: مصريون (أحمد زويل، جائزة نوبل في الكيمياء، فاروق الباز، عالِم جيولوجي في وكالة الفضاء الأمريكية النازا) وتونسيون (محمد الأوسط العياري عالِم جيولوجي في وكالة الفضاء الأمريكية النازا ) وجزائريون ومغاربة وأردنيون وغيرهم.

يبدو لي أن المشكل لا يكمن في الدين أو العرق أو الجنسية أو المذهب لأن العلم التجريبي المادي لا دين له (لا يعني أنه لا قِيم ولا أخلاق له، العلم ينشر قيما وأخلاقا لا تتناقض في غاياتها الإنسانية السامية مع الأديان وخاصة مع الدين الإسلامي).
ومن يدخل محراب العلم، عليه أن ينزع جبة التدين ويشمّر عن ساعد الجد والعمل ويستند ويستعين بحجج مادية قابلة للدحض والتفنيد، ولن تنفعه في هذا المحراب صلاته أو صيامه ولن ينجده كتابه المقدس (مع العلم أن القرآن والحديث يحثان على العلم والمعرفة). يكمن المشكل إذن في المحيط المادي والثقافي والسياسي المشجع للعلماء، محيط مفقود في جل دولنا الإسلامية، لذلك أرى أن اللوم يرجع على أنظمتنا السياسية أكثر مما يرجع على عرقنا العربي أو ديننا الإسلامي.

خلاصة القول:
العلم والدين - لكل محرابه - فلا يهدم الواحد منهما محراب الآخر وإذا رُمت المقام في أحدهما أو في كليهما فالدين رحب, يسكنه المؤمنون فقط وهم كثر, والعلم أرحب، يدخله المؤمنون وغير المؤمنين وهم أكثر. يبدو لي أنه من الأفضل أن لا نسجن أنفسنا في خانة الخيارات الخاطئة مثل: أنت مؤمن بنظرية التطور لداروين إذن أنت ملحد أو العكس أنت مؤمن  بالله إذا أنت لا تعترف بهذه النظرية. من الممكن أن يكون الإنسان مؤمنا بالله ويعترف بنظرية التطور أو ملحدا ولا يعترف بها. التفكير الديني والتفكير العلمي يكوّنان عالَمين مختلفين ومنفصلين ومستقلين، لا تطابق بينهما ولا تناقض، والمواجهة بينهما معركة خاسرة للاثنين. قد يلتقي الدين والعلم في علم الأخلاق (Éthique).

بصمتي الفكرية:
-         "إياكم والظلم إياكم والظلم إن الله يسامح في حقه ولا يسامح في حق الخلق إياكم والظلم".
علي حرب:
-         "إن نقد الحقيقة يجعلها أقل حقيقة...و لهذا ليست الحقيقة سوى الاعتراف بحق الآخر"، "فحقيقة الحقيقة أنها أقل حقيقة مما يدعي قول القائل".
-         "أليست ممارسة الفكر ضربا من الانشغال بالذات والاشتغال عليها وممارستها؟".
-         نحن لا نطرح الأفكار على غيرنا لكي يعملوا بموجبها، أي لكي يفكروا مثلنا ويصبحوا نسخا عنا، كما يتصور مهمته العقائدي اللاهوتي، أو كما يمارس دوره المثقف النخبوي  أو المنظّر الحداثي.. فالممكن والمجدي هو أن نطرح أفكارنا على سوانا، لكي يعملوا عليها، فيتغيروا بها ويسهمون في تغييرها بقدر ما ينجحون في استثمارها وصرفها إضافات جديدة وغنية في المعرفة والقيمة أو في الثروة والقوة.
Jean Paul Sartre :
L’Intellectuel  est une création du XIXè siècle qui disparaîtra à la fin du XXè ou du XXXè  parce qu’il est fait pour disparaître. L’homme qui pense pour les autres, cela n’a pas de sens. Tout homme qui est libre ne doit être commandé par personne que par lui-même
Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites
محمد كشكار:
-         كل ما يُقال لك نصف الحقيقة، فابحث عن النصف الآخر بنفسك.
-         على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
-         أقرأ وأكتب وأنقل وأنشر للمتعة الفكرية وللمتعة الفكرية فقط، لا أكثر ولا أقل، ولكن يسرّني جدا أن تحصل متعة القراءة أيضا لدى قرّائي الكرام والسلام.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire