jeudi 23 mai 2019

أقوال إسلامية مأثورة في التسامح الديني: جزء 1. نقل وإضافة مواطن العالم


أول نشر على النت: حمام الشط في 30 مارس 2012.

المصدر: برنامج تلفزي على شكل حوار أجراه الممثل المصري القدير عزت أبو عوف ومذيعة أخرى (لا أعرف اسمها) مع الدكتور المصري المختص في الدين أحمد عمار.

حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "مَن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدَهُما". يعني لو لم يكن هذا الأخ كافرا فعلاً (والأخوّة هنا ليست لها علاقة بالدين، أخوّة في الإنسانية مع المسلمين وغير المسلمين، مؤمنين وملحدين)، في هذه الحلة قد يصيب الكفر قائله ويُحاسَب عليه يوم القيامة حسابا عسيرا فلماذا إذن يا أيها المسلم تضع نفسك في هذا المأزق الخطير الذي قد يجلب لك مضرة كبيرة، أنت في غنى عنها؟

لا يجوز شرعا تغيير المعاملة مع إنسان حسب دينه. أحمد عمار: أنا سافرت كثيرا وعرفت أناسا من ديانات أخرى ووجدتهم مؤمنين أكثر من المسلمين، وأذكّر هنا بالقولة الشهيرة للإمام محمد عبده عندما ذهب إلى فرنسا: "في أوروبا  وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين وفي بلدي مصر وجدتُ  مسلمين بلا إسلام!" .

الدين الإسلامي فيه حاجات مفروضة وفيه حاجات محبّذة.

قال تعالى: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا". مثلا: لو حياني أحدهم قائلا: أهلا. أرد بمثلها وأقول: أهلا. ولست ملزما أن أرد بتحية الإسلام المعروفة "السلام عليكم"، ولو حياني: السلام عليكم. عندئذ أنا مجبور أن أرد عليه بنفس التحية: وعليكم السلام. وليس من حقي أن أجبر الآخر أن يحييني بتحية الإسلام كما أفعل أنا عادة مع غيري. لا يجب أن نتكبّر على غيرنا بديننا حتى ولو كان ديننا الإسلام ودين الآخر اليهودية أو المسيحية مثلا.

لا يوجد نص صريح في القرآن يقول أن المسلمين فقط هم الذين سيدخلون الجنة، بالعكس قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، ولم يقل بالاعتقادات أو بالمسميات. مثلا: هل الحزب الذي يسمي نفسه "حزب الله" هو الذي سيفوز حسب الآية القرآنية المتعلقة بهذا الاسم، لا بالطبع، الله يحكم على الأعمال وليس على المسميات وسوف يفوز من عمل صالحا بغض النظر عن ديانته أو جنسيته.

قال تعالى: "إن الحكم إلا لله". حذار أن تنصّب نفسك حاكما على الناس واترك المخلوق للخالق وحده، لا شريك له في حكمه المطلق المنزّه المعصوم من الخطأ، أما حكم الناس على الناس فهو حكم بشري قاصر ومحدود، وبالضرورة يحتمل الخطأ، فعلينا إذن تجنبه قدر المستطاع إن كنا نؤمن بالله عز وجلّ، لذلك لم يسمح ربنا لأي بشر أن يحكم على بشر مثله، إلا القاضي وفق شروط قاسية جدا، وأي واحد آخر يتدخل في حكم الله فحسابه عسير جدا عند الله نفسه. أنت عليك - إذا كنت عالما بالدين - أن تبين الخطأ من الصواب وتقف عند المهمة البشرية، وتلزَم حدودك البشرية، فالله لم يفوّض أحدا للحكم مكانه، ولم يفوض أحدا لهداية عباده مكانه، فحتى الرسول محمد - صلى الله عليه و سلم -  خاطبه الله في قرآنه الكريم قائلا: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".

حديث: "أخرجوا من النار كل من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان".

حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم". وربنا يحاسبنا بالأعمال والقلوب ولا يهتم بالمسمّيات (مسلم، يهودي، مسيحي، ملحد، سنّي، شيعي، سلفي، بوذي، بهائي، هندوسي، لاأدري، كاثوليكي، بروتستانتي، أرتدوكسي، ..إلخ).

قال تعالى: "ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة". قال هذا لحكمة لا نعلمها اليوم وقد نكتشفها يوما ما.

قال تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام". هذا لا يعني أنه لا يوجد دين في الأرض غير دين الإسلام، بل يعني أن كل الأنبياء الذين مروا في التاريخ، هم مسلمون، مسلمون بمعنى أنهم أسلموا وجوههم إلى الله الواحد الأحد، وهذا لا يعني أنهم مسلمين بمعنى أنهم اعتنقوا الدين الإسلامي الذي جاء به بعدهم بقرون، رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

"أخناتون" الفرعوني كان موحّدا بالله و"بوذا" الهندي أيضا، أما إذا كان الاثنان يقصدان شيئا آخر غير ربنا الذي نعرفه نحن المسلمون، فالله وحده هو الذي سيحاسبهما ولسنا نحن، نحن لا دخل لنا في عقيدة الآخرين أيًّا كانت هذه العقيدة.

قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا، عليكم أنفسكم لا يضرّكم مَن ضلّ إذا اهتديتم إلى الله". ركّز في نفسك وعملك، هل سيدخلك الجنة أم النار ولا وصاية لك على أحد إذا استقام أو ضلّ، ولن يضرك ولن ينفعك عمل غيرك في شيء حتى لو شاء هو، فلن يشاء إلا ما شاء ربك سبحانه وتعالى، فلا تخف ولا تيأس ولا تقنط ولا تغتم لما يفعله غيرك كفرا كان أو إيمانا، فالله هو الذي أرجأ حسابه إلى يوم القيامة لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، فلا تُضيّق أنت من رحمة الله الواسعة عليك وعلى غيرك لأنها رحمة وسعت و شملت كل عباده مسلمين وغير مسلمين، فتريث أنت ولا تتعجل فقد تخطئ في الحكم على غيرك في دار الدنيا وترتكب جريمة تُعَاقب عليها مرتين، مرة بالقانون الوضعي وأنت حي تُرزق ومرة بالقانون الإلهي يوم القيامة، ومنطقيا سوف تكون عقوبة العزيز الحكيم أقوى لأن الله شديد العقاب.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire