samedi 11 mai 2019

حضرتُ البارحة مسامرةً ثقافيةً رمضانيةً في قاعة الأفراح ببلدية حمام الشط. مواطن العالَم



التاريخ: السبت 11 ماي 2019 من الساعة 21:45 إلى 23:45.
الحضور: 100 مشارك بالتناصف.
الجهة المنظمة: "مكتب المتوسط لتنمية الثقافات بحمام الشط" و"اللجنة الثقافية ببلدية حمام الشط".
ضيوف الشرف: الممثلة منى نور الدين (أهديتها كتابي "جمنة وفخ العولمة")، الزميلتان سلمى صرسوط (أستاذة فلسفة ونائبة سابقة بالمجلس التأسيسي) وليلى بالحاج عمر (الروائية الجميلة البشوشة)، منصف الشطي (أول رئيس بلدية بحمام الشط)، معتمد حمام الشط الحالي، إبراهيم حفيظ (عضو بلدي حالي ببلدية حمام الشط)، مختار الهمامي (وزير البيئة الحالي)، عائشة بن شعبان (عضو بلدي حالي ببلدية بومهل).
المكرَّمون: العبد لله والزميلان رضا بركاتي (روائي وحقوقي) ولسعد النجار (كاتب وباحث ونقابي)، الشاعر الذهبي بلڤاسم والتلميذة المتألقة ملاك بن زايد، نادي المسرح بمعهد برج السدرية.

المنشط: سالم حمزة (صحفي ومرشد بيداغوجي).
نص مداخلتي الذي قرأته في السهرة:
قال تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا" (à gentillesse on ne peut rendre que gentillesse).

أشكر "مكتب المتوسط لتنمية الثقافات بحمام الشط" وعلى رأسه صديقي البشير إبراهيم، وأشكر اللجنة الثقافية ببلدية حمام الشط وعلى رأسها زميلتي تيسير ميموني، أشكر الاثنين على تنظيم هذا التكريم الرمضاني اللطيف، تكريم الثقافة والمثقفين، تكريم يتجاوز شخصي المتواضع.
أنا واثق أنه يوجد العديد من المثقفين في منطقة حمام الشط وربما في هذه القاعة بالذات، العديد ممن يستحقون التكريم قبلي وأكثر مني. أنا لا أبغض نفسيَ شيئًا مما تستحق لكن حسيَّ النقديَّ يعاتبني إذا أخذتْ نفسيَ شيئًا أكثر مما تستحق.
ذكّرتُ الأستاذ منصف الشطي (أول رئيس بلدية بحمام الشط) بتجربة كان هو بطلها: في أوائل التسعينات، كنت أنشّط نادي البيئة في إعدادية حمّام الشط. اقترحتُ على تلامذتي النشاط التالي: تجولوا في حيّكم وصوروا بالكاميرا كل ما يظهر لكم مخالفا لسلامة البيئة وابعثوا الصور إلى رئيس بلدية حمّام الشط وادعوه في نفس الوقت لحضور الحصة القادمة. فعل التلامذة ما كلفتهم به على أحسن وجه وحضر رئيس البلدية ومساعده وأدرتُ بينه وبين التلامذة المحتجين حوارًا شيقًا وديمقراطيًّا.

ماذا أنتجتُ حتى أستحقَّ هذا التكريمَ الرمضانيَّ اللطيفَ؟
أنتجتُ 4 كتب فقط وحوالي 3000 مقال فكري نقدي في الفيسبوك (2008-2019).
نشرتُ وعلى نفقتي الخاصة المحدودة كتابين ورقيين، وتبرعتُ بتأليفِ كتابٍ لفائدة قضية جمنة مسقط رأسي، وأصدرتْ لي دار نشر أوروبية (PUE) وعلى نفقتها كتابًا رقميًّا واحدًا.
عادة ما يشتكي الكاتب من انخفاض عدد قراء الكتب الورقية أما أنا فأرى  مثلما يرى الفيلسوف الفرنسي ميشيل سارّ الذي انتقد ميتران عندما شيد هرم المكتبة الوطنية ووضع فيها ملايين النسخ الورقية في حين أن نسخة رقمية واحدة تكفي لمليار قارئ.
نشرتُ حوالي 3000 مقال فكري في الفيسبوك، ثلثيها نقلا وترجمة عن فلاسفة وكُتاب عظام أمثال ميشيل سارّ، ميشيل أونفري، هنري أتلان، وآخر ما ترجمتُ ونشرتُ له، هو أفضل روائي في نظري، الكاتب العربي-الفرنسي المخضرم، عضو الأكاديمية الفرنسية منذ 2011 (أعلى وأعرق مؤسسة فكرية فرنسية عمرها 300 سنة)، الصحفي الأصل أمين معلوف في كتابه الجديد غرق الحضارات (صدر بباريس في أفريل 2019)، أنشر شهريًّا ودون انقطاع مقتطفات مقالات مهمة من جريدتي الشهرية المفضلة "Le Monde diplomatique" الناطقة بالفرنسية. عدد قرائي في الفيسبوك يفوق ألف مرة عدد قراء كتبي الورقية.
بعد ذكر محاسن الفيسبوك كما عشتها، لن أغفل عن ذكر مساوئه، لن أتكلم عن مساوئه المرئية فمشاكل حرية النشر والتعبير لا تُحل إلا بمزيد من حرية النشر  التعبير وليس بتقييدها. سأتكلم وباقتضاب شديد لأن المقام ليس المقام، أذكّر فقط بمفهوم "المراقبة السائلة" الذي اخترعه الفيلسوف الألماني Zygmunt Bauman وكتب عنه سلسلة من الكتب، لم يسعفني الحظ بعدُ أن أقرأ ولو كتابًا واحدًا منها.
لا يفوتني أيضًا أن أثمّن فرصة التعلم الذاتي التي يوفرها للجميع ومجانًا وعلى قدم المساواة "نظام اليوتوب". ماذا تعلمت منه أنا شخصيًّا؟ عادة ما تكون كتابات الفلاسفة عصية على غير أهل الاختصاص أمثالي، لذلك التجأت إلى الإنصات للفلاسفة فهُمُ في محاضراتهم أوضح وأرحم بعقولنا الضيقة. تستطيع في اليوتوب أيضًا أن تؤسس قناة خاصة تبث فيها كل ما يخطر على بالك بالصوت والصورة وقد تنهزم قريبًا كل قنوات التلفزة الكلاسيكية وتنقرض أمام اليوتوب كما انهزم الكِتاب الورقي أمام الكِتاب الرقمي.
نحن، الكتاب المبتدئون، أقزامٌ نقف على أكتاف العمالقة، وهذا دليلٌ واعترافٌ منّا على أن المعرفة بناءٌ وتراكمٌ وليس اكتشافًا من عدمٍ!

أقدم لكم بعجالة كتبي الأربعة:
د. محمد كشار، صَدَرَ لِي أربعةُ كُتُبٍ:
  1. Enseigner des valeurs ou des connaissances? L’épigenèse cérébrale ou le "tout génétique"? Édition électronique, Presses Universitaires Européennes .(PUE), 2010 رابطه الرقمي:  https://tel.archives-ouvertes.fr/tel-00495610/document
2. Le système éducatif au banc des accusés ! «Les professeurs ne comprennent pas que leurs élèves ne comprennent pas», Édition libre, 2016
3. جمنة وفخ العولمة، طبعة حرة، 2016
4. الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حرة، 2017
ملاحظة: كتبي الورقية الثلاثة معروضة في العاصمة في مكتبة الكتاب (شارع بورڤيبة، الكوليزي) وفي مكتبة ڤي سافوار (شارع حشاد، ساحة برشلونة).

أنهي مداخلتي بموعظة علمتني إياها الحياة: أنا تعلمتُ من الفشل وهو كثير في حياتي أكثر مما تعلمت من النجاح وهو قليل في حياتي، وإليكم بعضًا من سيرتي الذاتية سبق وأن نشرتها على غلاف كتابي الرابع والأخير: " مسارٌ دراسيٌّ متعثِّرٌ ومُمَطَّطٌ: في سن 22 تخرجتُ أستاذ إعدادي (ENPA, Tunis, 1974, CAPES sans Bac)، في سن 28 باكالوريا جزائرية (Annaba, 1980)، في سن 30 عام فلسفة في فرنسا بالمراسلة (Université de Reims, France, 1983) تُوِّجَ بالفشلِ جرّاءَ كُلفةِ التنقل المالية لإجراء الامتحانَيْنِ، الكتابي والشفاهي، المتباعدينِ زمنيًّا، والتي لم أقدر على مواجهتِها، في سن 41 الأستاذية في علوم الحياة والأرض (ISEFC, Tunis, 1993)، في سن 48 ديبلوم الدراسات المعمقة في ديداكتيك البيولوجيا (ISEFC, Tunis, 2000)، في سن 55 دكتورا في ديداكتيك البيولوجيا (UCBL1, France, 2007). مسارٌ علميٌّ مَبتورٌ: لِمَن لا يعلم، أقول أن شهادة الدكتورا  لا تمثل قِمَّةَ العلمِ في الاختصاص بل هي تمثل بطاقة دخول إلى مجال البحث العلمي. أنا تحصلتُ على بطاقة دخول وكالتلميذ المتنطع خرجتُ من الجامعة ولم ألتحق بقاعة المخبر."

أختم بقراءة نص إمضائي الفيسبوكي الذي دأبت على إعادة نشره مع كل مقال من مقالاتي الفيسبوكية اليومية:
الاستقامةِ الأخلاقيةِ التي أتبنّاها تتجاوز الاستقامةِ الأخلاقيةِ الدينية لكنها لا تنفيها، لا تناقضها ولا تعاديها بل تكمّلها وتحميها: الأولى تُمارَس على المستوى الفردِيِّ (La spiritualité à l`échelle individuelle)، وهي فردية أو لا تكون، وقد تتوفّر عند المتدين (Le croyant) وعند غير المتدين (Le non-croyant)، وقد يكتسبها الفرد من الدين (الجهاد الأكبر) أو من الفلسفة أو من الاثنين معاً كحالتي. أما الثانية فلا تُكتسَبُ إلا من الإيمان بِدينٍ معيّنٍ، ولا تهم غير المتدينين، وهي كالدين اجتماعية أو لا تكون (La spiritualité d`une société ou d`un état).
الهُوية هُويّات، أنا مواطن العالَم، كشكاري، ڤَصْرِي-شِتْوِي، حَمَادِي، جمني، حمّام-شطي، تونسي، شمال إفريقي، أمازيغي، عربي، وطني، قومي، أُمَمِي، مسلم، عَلماني، يساري غير ماركسي، عربي اللسان، فرنكفوني، محافظ، حداثي. كل هُوية تُضافُ إليّ، هي لشخصيتي إغناءُ وكل هُوية تُقمَعُ فيّ هي لشخصيتي إفقارُ.

و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 12 ماي 2019.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire