mardi 28 mai 2019

اجتهادان تونسيان مختلفان في فهم القرآن الكريم. نقل سمعي بتصرف دون تحريف مقصود لـمواطن العالَم



تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 13 ماي 2013.

1.     الاجتهاد الأول للشيخ "الأرتدوكسي" (1) راشد الغنوشي الذي ينتمي إلى  الإسلام السياسي أو الديمقراطي (والديمقراطية هي سياسة أيضًا)، وقد قاله أثناء محاضرة ألقاها في فضاء سينما الحمراء في مناظرة مع أستاذة الحضارة الإسلامية نائلة السليني يوم السبت 16 أفريل 2011 على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال:
إذا أقرّينا بوجود ثوابت في الإسلام فطبيعي أن لا نراجع ونناقش الثوابت.
أركان الإسلام الخمسة من الثوابت.
الخمر حرام والزنا حرام من الثوابت.
المساواة بين الناس، مسلمين وغير مسلمين، من الثوابت.
الثوابت، معناها ثابتة الورود وواضحة الدلالة، يعني وردت في نص لا يختلف في تأويل دلالته اللغويون العرب.
الخلافة، ليست من الثوابت وهنالك حزب ينادي بهذا.
تحريم الديمقراطية، ليس من الثوابت بل هو اجتهاد.
الدين ليس قطعة من الصلصال نفصّلها كما نريد.
الدين يحتوي على قواعد صلبة حتى لو لم تكن كثيرة في القرآن.
لا تكوّن آيات الثوابت إلا 7 في المائة فقط من القرآن و الـ93 في المائة المتبقية هي آيات المتشابهات القابلة للاجتهاد والتأويل.

2.     الاجتهاد الثاني للفيلسوف غير الأرتدوكسي، يوسف الصديق الذي ينتمي إلى الإسلام الفكري (والفكر يؤثر في السياسة ويتأثر بها)، وقد قاله أثناء محادثة في التلفزة الوطنية 1، يوم الاثنين 13 ماي 2013 حوالي الساعة التاسعة صباحا في تفسير آيات المتشابهات:
القرآن كالجبل، نراه ونقرؤه ونتفكّره ونتدبّره من جميع جوانبه.

3.     محاولة لشرح اجتهاد يوسف الصديق:
القرآن رسالة للعالمين ولم يخص الله بها العرب وحدهم ولا المسلمين وحدهم.
القرآن كالجبل، نتفكّره ونتدبّره من جميع جوانبه عن طريق نظرة شاملة (Approche systémique) دون تغليب جانب على جانب إلا باستعمال آخر ما توصلت إليه العلوم الحديثة من اكتشافات وحقائق نسبية وظرفية (العلوم الحديثة هي : الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والسوسيولوجيا وعلم النفس والفلسفة والإبستمولوجيا والألسنية وعلم الأجناس والأنتروبولوجيا وعلم الأديان المقارن والأركيولوجيا والجيولوجيا... وغيرها كثير).
ولكل مسلم أو غير مسلم الحق في الحفر والتنقيب والنهل والاستفادة من هذا الجبل  ومن الجانب الذي يريحه أو يراه صالحا له، دون تغيير أي حجرة من مكانها إلا لتحليلها في المخابر العلمية المختصة مع عدم المساس بالتوازن البيئي المتوارث أو بمبدأ التنمية المستدامة وحق الأجيال القادمة في هذه الثروة الوطنية المؤممة ربانيا.
ولكل مسلم أو غير مسلم الحق في الاجتهاد وتأويل آيات القرآن من وجهة نظره دون تطاول ودون تزوير أو تعديل ودون نية سيئة مبيتة ودون شرك بالله ودون إقصاء أو تكفير غيره ممّن  ينظرون للقرآن من جانب أو جوانب  أخرى أو من فوق أو من تحت الجبل أو من قلبه.
ومَن يصرّ على رؤية الجبل من زاوية واحدة، يحرم نفسه من بهاء وجمال القمم والسفوح الأخرى، وقد صاغها حكمة شاعرنا العظيم أبو القاسم الشابي منذ قرن تقريبا، حين قال: " ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر"، لأن مَن عاش في حفرة لا يرى غير الحفرة، ومَن يصعد إلى قمة الجيل يستمتع برؤية بارونامية شاملة.

(1) تفسير كلمة أرتدوكسي
« On dira d’un sujet qu’il est orthodoxe dans la mesure où il accepte et même demande que sa pensée, son langage et son comportement soient réglés par le groupe idéologique dont il fait partie et notamment par les appareils de pouvoir de ce groupe. » Deconchy J-P

الإمضاء
"لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر ولا أقل، هواية أمارسها وأستمتع بها، متعة ذهنية لا تساويها أي متعة أخرى في الوجود.
تحية دائمة ومتجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة، ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو كان الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية  والمتعصبة فاقدة للحواس الخمس.
"الذهنُ غير المتقلّبِ ذهنٌ غير حرٍّ".
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".
"الرجل الذي يقلّم نفسه ليُرضي الآخرين، سوف يتلاشى في القريب العاجل".
Nietzsche
Il faut frapper avec un marteau sur les mythes, non pour les détruire, mais pour les faire résonner car ils sont creux
ما أقصر العمرَ حتى نضيّعه في الهجر والجفاء بين الأحبة والأصدقاء! 





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire