L`idée
principale de cet article est inspirée de Michel Serres, Hominescence, Ed. Le Pommier, 2001
في العالَم نُعرّفُ أنفسَنا بٍجوازِ
سفرِنا، في الشرطة والبلدية بِبطاقة تعريفِنا الوطنية، في الكنام بِمُعرَّفِنا
الوحيدِ، في الفيسبوك بِكلمة سرنا، في حيِّنا اسمُنا يكفي. كلها هُويات جزئيّة تُخفِي
من هُويتُنا أكثر مما تَكشِفُ. حتى طبيبُنا لا يعرف من جسمِنا أكثر مما تقول له التحاليلُ
والصورُ.
كل هُويةِ فريدةٍ من هُوياتِنا
الحقيقية تنبثق من تفاعُلٍ بين هُويتَينِ (Émergence)، هُويةٌ داخليةٌ موروثةٌ من
الوالدين بالتناصفِ وتُسَمّى هُويةٌ بيولوجيةٌ أو هُويةٌ جينيةٌ لا نعرف إلا القليلَ
القليلَ من أسرارِها
(Identité héréditaire,
biologique ou génétique = ADN:30 mille gènes
= 23 chromosomes paternels + 23 chromosomes maternels)،
وهُويةٌ خارجيةٌ مكتسبةٌ من
المحيط
(Environnements interne et externe = Cellule, corps, autrui, famille,
école, etc).
تفاعلٌ يُسَمَّي ما بَعْدَ الوراثي (Épigenèse).
المفارقة الكبرَى أننا نعرف هُويتَنا
الخارجيةَ ونجهل هُويتَنا الداخليةَ ولا أحد غيرنا يعرفها ولا حتى الراسخون في
العِلمِ منّا أو من الغربِ؟
ثلاثون ألف جينة أو مورِّثة
تتفاعلُ داخلَنا فيما بينها، تتفاعلُ مع محيطها الجيني
داخل الآدِآنِ (Épigenèse génétique
à l`intérieur même de la
molécule d`ADN) ومع محيطِها الخَلَوِي ( Cytoplasme et interstices)،
وتتفاعلُ أيضًا مع كل جسمٍ خارجِيٍّ (Épigenèse immunitaire) قد يقتحم جسمَنا مثل (Corps étrangers = nutriments, médicaments, microbes, photons,
vibrations, particules, etc)، ولا أحدٌ - دون استثناء أنفسِنا
- يعرفُ مسبقًا ماذا سينبثقُ من هذه المجموعة من التفاعلاتِ الصُّدفَوِيَّةِ
(Au hasard).
مجهولٌ آخرَ يسكننا ويساهمُ
بِقِسطٍ كبيرٍ في تحديدِ هُويتِنا المتحرِّكة، هو مخنا، عُضوٌ معقَّدٌ جدا، جبلٌ
لا يمكن للثلاثين ألف جينة أن ترسمَ مسبقًا تضاريسه المجهرية
(Cent milliards de neurones, chacun
est capable de générer 10 mille liens avec ses semblables, les synapses dont le
nombre total dépasse 1 million de milliards –
10 puissance 15)،
ولا يمكن لنا أن نتنبأ بِردودِ أفعالِه
(Épigenèse cérébrale)
إلا الفِطرية منها والشرطية
(Réflexes innés et acquis).
خاتمة: هل ما زلتم مُصِرِّينَ
على أنكم تعرفونَ أنفسَكم والآخرين؟ عند المؤمنين، الله وحده يعرفُ. عند غير
المؤمنين، الطريقُ صعبٌ والأملُ مشروعٌ.
إمضائي
"المثقفُ
هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد
بمقال جيد" مواطن العالَم
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 31 أكتوبر 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire