vendredi 6 octobre 2017

بماذا تتباهون على الصغارِ يا "اكْبارْ الحومة"؟ مواطن العالَم


تتباهون بِداءِ "إعادة ترتيبِ ذاكِرَتِكم على هواكم" الذي أصِبتُم به على كِبَرٍ. تتباهون بأوهامكم، بخيبتِكم، بفشلِكم، أو بِخنوعِكم لِنِظامَينِ ديكتاتورِيَّيْنِ طيلة نصفِ قرنٍ؟ هل خطّطتم لِما نحن فيه اليوم؟ أنتُم في الحالَتَين مُدانونَ!
كِمِّيًّا، نحن اليوم نقرأ ونكتُبُ أكثر منكم ألفَ مرةٍ. نحن مُدوِّنون بالملايين في تويتر والفيسبوك. ها.. ها.. ها. ومَن أدراكم أن قِراءاتِكم أفضلُ؟ أو لغتُكم أسلمُ؟ أو ثقافتَكم أوسَعُ؟ ألَمْ تُساهم الوسائل الحديثة للاتصال في الاحتجاجات والانتفاضات والثورات في العالَم أجمع؟ مَن استعملها و مَن وظفها؟ ألم يُخلِّصنا الحاسوبُ من عقدة الخط الرديء التي طالما عانيتم منها؟  ألا يصحّح الحاسوب ويقلّل من أخطائنا المعرفية والإملائية والنحوية؟ ألَم يكن حُلم أڤدع مثقفٍ فيكم أن ينشر مقالا في جريدة بعد استجداء رئيس التحرير ورقابته؟ أما نحن اليوم فكل واحد فينا، مثقفٌ أو غير مثقفٍ، يملك جريدة ألكترونية، نكتب فيها بكل حرية ما نشاءُ، فيقرؤنا وأحيانًا يستفيد من خَربَشاتِنا - في لحظتها وبالآلاف - المصريُّ والعُمانيُّ والكَنديُّ والطليانيُّ.
ألسنا أبناءَكم وأحفادَكم؟ فلو كنا أشبالاً فأنتم أسودٌ، ولو كنا غير متربّين كما تلوكون فلمن يرجع "الفضلُ" يا فضلاء؟
في زمانكم، كانت كل القرية تطير فرحًا لو تخرّج لها طبيبٌ واحدٌ أو مهندسٌ واحدٌ. واليوم نحن جامعيون بمئات الآلاف، دون عملٍ قارٍّ..آيْ نعم.. لكننا أصحابُ شهائدٍ وأعلَمُ منكم.
تتباهون علينا بنظامكم التربوي بعد الاستقلال وأنتم أول ضحاياه، نصفكم مستوى ابتدائي ونصف النصف دون باكلوريا والباقي موظفون عموميون فقراء دائمون. فبماذا بربكم تتباهون؟ هو فقط حنينٌ إلى أيام طفولتكم وشبابكم. حنينٌ زيّنها لكم وردية وهي في الواقع رمادية، فاتركونا نعيش بسعادة ما كتبه الله لنا كما كُتِبَ على الذين من قبلِنا. 

خاتمة: مواليد الخمسينيات وشباب السبعينيات، قليلٌ منكم، قرأتم، تعلمتم، طالعتم، اطلعتم، تثقّفتم، ثقّفتم، ناضلتكم، سُجِنتم، اجتهدتم وبجِد ونزاهة عمِلتم، لكن في كل مشاريعكم الثورية والفكرية فشلتم.
جُلكم، كذبتم، خنتم مبادءكم، خرجتم، هَمَلتم، سافرتم، شربتم، سكرتم، تنازلتم، ذللتم، جبنتم، بذّرتم، ومِن العملِ في بعض الأحيانِ فصعتم، وفي كل الدروبِ الملتوية مشيتم، وكل أبوابِ المتعة الرخيصة طرقتم، ولأحلام والِدَيكما ولطموحاتِهما فيكم في أغلب الحالاتِ خَذَلتم، واليوم وبعد نفاذِ البطارية تحوّلتم وربما ندمتم، تَمِيتَامُورفُوزْتُم، فلم أعد أعرفكم، عقلتم، تُبتُم واستغفرتم، وفينا حصدتم ما زرعتم.  الله يسامحنا ويسامحكم.
إنجازٌ "عظيمٌ" وحيدٌ فريدٌ، أشكركم عليه: أخفَيْتم عن أولادكم سِرَّكم وأظهرتم لهم حِرصكم على مستقبِلِهم، حِرصٌ فرضته عليكم العولمة الرأسمالية مثل حِرصِ مربي أحصِنة على فوزِ حصانه في السباق.
و"عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ...وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ" صَدَقَ أبو الطيب.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"نَحْنُ نسأل مَن نكون في هذا الحاضر؟ لا لنكتشف مَن نَحْنُ فقط بل لنرفض مَن نَحْنُ، أي أن نتخيل كيفية وجود مُغايِرة، تأكيدًا لحق الاختلاف، حق الآخر...". فوكو (عمر بوجليدة، 2013)
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 5 أكتوبر 2017.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire