mercredi 25 octobre 2017

هل صحيحٌ أن العقلَ السليمَ في الجسمِ السليمِ؟ مواطن العالَم

 يبدو لي أنهم لو عكسوا لأصابوا، فالعقلُ السليمث يُفضِّلُ السَّكَنَ في الأجسامِ العليلةِ حتى تشاركه همومَ الحياةِ السقيمةِ. ولكم عبرةٌ في العقولِ السليمةِ أصحابِ الأجسامِ العليلةِ:
-         غاندي النبئ، جسمُه هزيلٌ، نباتِيٌّ لا يأكلُ اللحمَ ومشتقاتِه.
-         شي قيفارا، لم يمنعه مرض الربو من قيادة الثورة الكوبية صحبة فيدال كاسترو.
-         طه حسين والمعري والشيخ إمام وسيد مكاوي، لم يسلبهم فقدان البصر القدرة على الإبداع، كل في ميدانه.
-         هوميروس Homère، الشاعر الأعمى، حُظِيَ في عصره بتكريم يشبه تكريم الآلهة. بالنسبة للمبصرين، عالَمُه ظلامٌ في ظلامٍ. خسر رؤية أشياء هذا العالَم ليكتسب أكبر بصيرة بشرية ممكنة.
-         حَكَمَ الولايات المتحدة الأمريكية رئيسا مشلولا، ثم رئيسا مصابًا بالتهابٍ شديدٍ في عموده الفِقري. 
-         البطل الليبي عمر المختار، الشيخ ذو السبعين حولا، لم يثنه الكِبرُ عن مقاومة الاستعمار الإيطالي حتى الاستشهاد.
-         العالِم الأنقليزي ستيفن هاوكينق (Stephen W. Hawking) المنظِّر العالمي في فيزياء الفضاء، لم يقعده شَلَلُهُ الرباعي عن مواصلة أعماله واكتشافاته في علوم النسبية العامة.
-         جل طلبة البحث العلمي في العالَم، القدامى والجدد، نساءً ورجالاً، لم ينلهم من الصحة والجمالِ إلا النزرُ القليلُ. وهل جُنَّ سليمُ الجسمِ جميلُ الوجهِ، ذكرًا كان أو أنثى، حتى يدفن شبابَه في المخابر والمكتبات؟ حظه يناديه والدنيا تفتح له ذراعَيْها. أما نَدِيدُهُ الباحثُ فَرائحة الكتُبِ تُغرِيه وظُلمةِ المخابر تَحتظنُه. 

أما أصحابُ الأجسامِ السليمةِ فتراهم معتدّين بصحتِهم يمشون على الأرض مرحًا، وفي كل خطوةٍ، أديمُ الأرضِ يشكوهم إلى خالِقِ الأجسامِ..

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 21 أوت 2010.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire