samedi 21 octobre 2017

عظمةُ الإصلاح التربوي الذي أنجزته ثورة أكتوبر 1917 ولم تكمله في الاتحاد السوفياتي؟ ترجمة مواطن العالَم، دون تعليقٍ

 Source: Le Monde diplomatique. N° 763 - 64e année. Octobre 2017, Dossier pages 11 à 17: La Révolution Russe en questions. Article, p. 12 : Priorité à l`éducation des masses, par Nicolas Fornet, auteur

بعضُ إنجازات ثورة أكتوبر 1917 التي وقعت في شهر نوفمبر 1917 بالتقويم الغريغوري المعتمَد حينذاك في روسيا القيصرية:
1.     إنشاء مدرسة مجالس السوفيات (L`école des soviets ou l`école du parti communiste): من فيفري إلى أكتوبر 1917، وقبل غزو المدارس والمكتبات، دخل الشعبُ مدرسة مجالس السوفيات أين تعلم الحوار وتنظيم الحياة الاجتماعية والمطالبة بتسلم السلطة من الحكومة المؤقتة.
2.     السلطة الجديدة جعلت مهمة تعليم الشعب من أولَى أولوياتها: 150 مليون طفل ورجل وامرأة، ثلاثة أرباعهم يجيدون قليلا القراءة والكتابة والربع المتبقي أمي تمامًا.
3.     تروتسكي قال: "تعيش الثقافة من نَسْغِ الاقتصاد". والاقتصاد منهك بعد حرب عالمية تلتها أهلية، ومما زاد الطين بلّة، التخلف الاقتصادي والثقافي الموروث عن عهد القيصر.
4.     رغم النقص المزمن في إنتاج الورق، أنتجت المطابعُ ملايين الكتب المدرسية وكتب تعليم الحروف الهجائية. أنشأت الدولة مؤسسة قراءة الصحف بصوتٍ عالٍ في الأرياف المعزولة وبعد عام أوجبت على كل فردٍ متعلمٍ أن يعلم عددا من الأميين.
5.     في أفريل 1918، أصبح التعليم إجباري وتكفل الجيش الأحمر بنشره لفائدة الآلاف من العمال الشبان والفلاحين المجندين.
6.     بداية من 1919، تأسس 1200 نادي قراءة و6200 حلقة نقاش سياسي-علمي-فلاحي، إلخ. تكاثرت وتنافست برامج محو الأمية ووُظفت لخدمتها كل الوسائل المتاحة في ذلك العصر: راديو، سينما، معلقات، مسرح، إلخ. كانوا يدرّسون في الاصطبلات والمصانع والضيعات وخيام الرُّحَّل والسفن وفي قطارات الدعاية التي زارت آلاف القرى والمدن وقدم ناشطوها أكثر من ثلاث آلاف محاضرة كدروس ليلية أو في المنازل خاصة للنساء.
7.     رغم الحرب، كانت السلطة تساند كل أنواع التجديد البيداغوجي (إضافة المترجم: من زخم هذه التجربة الثرية وُلِد عالِم البيداغوجيا "لاف فيڤوتسكي"، صاحب نظرية البنائية الاجتماعية - Le socio-constructivisme  - والمعاصر لبياجي). المدرسون أصبحوا يُنتَخبون من الشعب، تطوير شخصية التلميذ وإعداد مواطن المستقبل في مجتمع اشتراكي، محاربة تسلط المدرس، مدرسة مسيّرة ذاتيًّا، انتداب المدرسين من الواقع المعيشي الملموس زيادة على خرّيجي الجامعة، تحرير المدرسة من النظام القديم المقتصر على إنتاج وتوريث وتأبيد الفوارق الاجتماعية، إجراءاتٌ تربوية ثوريٌّة سوف تنحسر مع بروز ظاهرة البيرقراطية وتفاقُمها في أواسط سنة 1920.
8.     ومن أجل مساعدة 4 مليون يتيم فقير، شجعت الدولة التجارب التربوية: معسكرات، بيوت أيتام، دُور وقُرَى أطفال حيث الحياة الجماعية وما تُرسخه من تدريبٍ واستقلالية مع إتاحة الفرصة للأنشطة المنتِجة.
9.     التضحية والإخلاص الذي يتميز بهما المدرسون حينذاك قد يكونا عَوّضا بعض النقائص في التكوين (إضافة المترجم: مثلما حدث عندنا في تونس الستينيات والسبعينيات مع المعلمين المدربين - Niveau un an avant le bac - في الابتدائي، والأساتذة المساعدين في الإعدادي - Niveau deux ans supérieur -  والمجازين المكلفين بالتدريس بالجامعة).
10.                        اعتماد التمييز الإيجابي: إنشاء كليات عُمالية تفتح أبوابها لجمهور متوسط التعليم أو دون باكلوريا.
11.                        إنشاء مدينة علوم في سيبيريا سنة 1957، (مدينة سبقت سيليكون-فالي في أمريكا)، أين يترافق آلاف الباحثين في شتى ألاختصاصات مما سمح للاتحاد السوفياتي بتحقيق سَبْقٍ علمي على أمريكا، سَبْقٌ يتمثل في إرسال أول إنسان إلى الفضاء.
12.                        إنشاء منظومات كتابة مختلفة لأربعين لغة ولهجة عكس ما فعل القيصر وبعده ستالين عندما فرضا تعلم اللغة الروسية على القوميات الناطقة  باللغات واللهجات غير الروسية وعددها الجملي 122.
13.                        جندي كِيرخيزي لا يعرف الكتب ولا البيداغوجيا،  لم يتعلم إلا القليل القليل في مؤسسات الجيش الأحمر، رجع إلى قريته سنة 1924 وبنى فيها مدرسة بمساعدة السكان الأصيلين.
14.                        إنشاء عشرات الآلاف من دُور الشعب وفضاءات للقراءة (“Isbas de lecture”) ومكتبات (ضرورية نظرًا لأزمة إنتاج الورق للنشر).
15.                        حوالَي  200 ألف مكوِّن علّموا 5 مليون بشر سنة 1921، وتطور عدد التلامذة من 3،5 مليون إلى 5 ملايين، وسنة 1929 بلغ العدد 13 مليون تلميذ موزعين على 139 ألف مدرسة.
16.                        في عهد ستالين تواصل زخم التعليم لكن - للأسف الشديد - خَمَدَ صوت الحوارات والنقاشات وانحسر التجديد والابتكار البيداغوجي الذي ساد وطغى في السنوات الأولى للثورة فحرم العمال وأولادهم من فُرَصِ الارتقاء في السلم الاجتماعي (إضافة المترجم: تقريبًا مثلما حدث عندنا في تونس بداية من سنة 1970 في عهد الانفتاح الاقتصادي، عهد الهادي نويرة، الوزير الأول الليبرالي بامتياز). ومن هنا بدأت نهاية حلمٍ جميلٍ وقُبِرَ المشروع التحرري الذي أسسه البلاشفة بالاعتماد على التربية والتعليم و"خرافتنا هابة هابة وكل عام اتجينا صابة".

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 21 أكتوبر 2017.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire