samedi 28 octobre 2017

هل يحق للمسلم أن يقول "لَعَنَ الله المعصية والعاصي"؟ مواطن العالَم

 أقولُ مردّدا ما قاله بعض الفقهاء العقلانيين: المعصية مفروغ منها ومتفق على مضرتها للفرد والمجتمع مثل المعاصي التالية: الإدمان على الخمر والمخدرات، أو الغش في العمل، أو احتكار السلع الضرورية للمواطن، أو الزيادة في الأسعار، أو الكذب والنفاق، أو الخطاب المزدوج، أو الانتهازية السياسية والنقابية، أو الربح المشط وغير المشروع خاصة في شهر رمضان شهر التقوى والرحمة وصحوة الضمير النائم. لماذا نترك قيمَنا الإسلامية السمحة حبيسة الكتبِ الفقهيةِ لمدة 14 قرنًا، أي منذ موت عمر رضي الله عنه عام 23 هجري؟ لماذا لا نتمرّن على تفعيلها وتحيينها؟
أما العاصي فأمرهُ مخالفٌ تمامًا، هو بشرٌ ضعيفٌ بطبيعته وغير مكتمل التكوين والتربية، لكننا نستطيع بالتعليم والتأهيل تغيير تصوراته غير العلمية وغير المنطقية وغير الحضارية وغير الإنسانية، ويجب أن لا نيأس منه مهما كانت درجة إدمانه على المعاصي، وأن لا نحكم عليه بمجرد ارتكابه معصية مهما كانت كبيرةً أو صغيرةً - "إن الكبائر عند الله كاللمم"، قالها البصيري في البردة - بل نثق في إنسانيته ومستقبله الأفضل ونحاول تكثيف وتنمية الجانب الخيري في شخصيته وتقليص مساحة الشر داخله ونأخذ بيده كما يأخذ الطبيب بيد المريض حتى يُشفى من مرضه ويقف على ساقيه ويستغني عن الدواء والمداوي. خلاصة القول: اِلعن المعصية ولا تلعن العاصي بل اطلب له الهداية.

قال صديقي النهضاوي التقي السنباتيك بكار عزوز: أفضلُ هديةٍ أودُّ أن أقدمها لكل البشر هي الإسلامُ. هل أستطيع أن أعطِي هديةً لمَن أكرهُ؟ طبعًا لا! قَدَرُ المسلمِ إذن أن يحبَّ الناسَ جميعًا، مسلمِيهم وغيرِ مسلمِيهم، أتقيائِهم وأشرارِهم، غَيرِيِّيهم ومِثلِيِّيهم، أغنيائِهم وفقرائِهم، مثقفِيهم وأمييّيهم، بِيضِهم وسودِهم، نسائِهم ورجالِهم، كِبارِهم وصِغارِهم، إلخ.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 21 أوت 2010.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire