mardi 24 octobre 2017

مفهوم العائلة في تونس : هل تقهقر أو تحسّن خلال النصف الثاني من القرن العشرين؟ مواطن العالَم


La notion de famille?

L`idée principale de cet article est inspirée de Michel Serres, Hominescence, Ed. Le Pommier, 2001

1.     يَقولونَ: اليوم، زادت حالات الطلاق.
أقولُ: قد يكون صحيحًا. لكن ألا ترونَ أن مدة العِشرة عند البقية المستقرة تضاعفت بِحُكم ارتفاع أمل الحياة (L`espérance de vie)؟ كان الزواجُ لا يدومُ أكثرَ من ربعِ قرنٍ، أما اليوم فقد يستقر طيلة نصفِ قرنٍ أو أكثرَ.
2.     يَقولونَ: آباءُ الأمس وأمهاتُ الأمس، كانوا أحسن منا تربيةً لأولادِهم.
أقولُ: لم يكن آباؤنا ولا أمهاتنا أكثر حرصًا منا اليوم على تربية أبنائنا: نتابعُ صحتَهم ودراستَهم باهتمامٍ شديدٍ، ونُنفِقُ على تكوينِهم وإسعادِهم أكثر بكثير مما أنفقَ علينا آباؤنا، الله يرحمهم.
3.     يَقولونَ: أبناءُ الأمس كانوا أكثر عنايةً بآبائهم.
أقولُ: آباءُ اليوم وأمهاتُ اليوم - وبفضل جراياتِ تقاعدهم - لا يلتجئون إلا نادرًا لِعنايةٍ قد تأتِي أو لا تأتِي من أولادِهم ولا يحتاجون إلى شفقةٍ من أحدٍ.
4.     يَقولونَ: أزواجُ اليوم يتخاصمون أكثر من أزواجِ الأمس.
أقولُ: قد يكون صحيحًا لأن زوجة الأمس كانت لا تخرج إلا نادرًا، وكانت مطيعةً لزوجِها مستكينةً وراضيةً بما كَتَبَ الله لها. أما زوجةُ اليوم العامِلةُ فمِن حقِّها المطالبةُ بالمساواةِ التامةِ مع الزوج، وقد نالت بجهدها ما تمنّت، فأصبح الزوجُ يُشاوِرُها في الكبيرةِ والصغيرةِ والشقيقةِ والرقيقةِ ويُصاحبُها للنزهةِ والتسوّقِ وعند السفرِ أحيانًا.
5.     1.     يَقولونَ: اليوم، انتشرَ التفسخُ الأخلاقيُّ (البَوْسُ في الفضاءاتِ العامةِ).
أقولُ: قِفْ لحظة! هنا ينقسم المجتمع التونسي - ككل المجتمعات - إلى ثلاثةِ مُعَسكَرَاتٍ: متحرّرون (Les libéraux et les libertaires)، محافظون متدينون (Les conservateurs religieux)، ومحافظون تقليديون (Les conservateurs traditionnels). لا يَرَى المتحرّرون حَرَجًا في ذلك (أنا معهم نظريًّا، وهُمُ أقليةٌ من الأغنياءِ الجُدُدِ والنخبةُ اليساريةُ المُثقَّفَةُ جدًّا والمُنبتَّةُ جدًّا)، المحافظون المتدينون يَرَوْنَه هرطقةً (Une hérésie) وخروجًا على الدين وكأنهم لا يَرَوْنَ في الوقت نفسه تَكاثُرَ عددِ المصلّين الشبابْ وانتشارِ الحجابْ (هُمُ الإسلامِيّون الذين لا يعترِفون بِمفهوم "الإسلامُ التونسيُّ الوسَطِيُّ الجميلُ المتسامِحُ")، أما المحافظون التقليديون  فيَرَوْنَه صادِمًا للعُرْفِ والتقاليد (أنا معهم تطبيقيًّا، وهُمُ أغلبيةُ المجتمعِ التونسي بِأغنيائهِ وفقرائهِ، بِيمِينهِ ويسارِه، بِمثقفيهِ وغيرِ مثقفيهِ).

خاتمة: أخلاقٌ جديدةٌ انبثقت أو في طريقها للانبثاق، وأخلاقٌ قديمةٌ انقرضت أو في طريقها للانقراض. سُنّةُ التغيِير، لكن هل يُعَدُّ انتِكاسَةً أو تَطَوُّرًا؟.
ياحبيبي كل شيءٍ بقضاءْ
ما بأيدينا خُلِقْنا تُعَسَاءْ
لا تَقُلْ شِئْنَا فإن الحَظَّ شَاءْ!
(شعر إبراهيم ناجي، غناء الرائعة أم كلثوم)

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف الرمزي أو اللفظي أو المادي" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 25 أكتوبر 2017.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire