jeudi 12 octobre 2017

الصداقة؟ مواطن العالَم

Citoyen du Monde, « Naître, c`est venir au Monde, pas dans tel ou tel pays, pas dans telle ou telle maison » Amin Maalouf, Les Désorientés

النص التالي مُستَوحَى من نفس الكاتب ونفس الكتاب.
يُغِيظُنِي صديقٌ يطلبُ مني دومًا أن لا أحاكِم  أصدقائي ولا أقيّمهم (Juger & évaluer). ولِما لا؟ أكيد، لم أتوقف يومًا عن تقييمهم بموضوعية ومحاكمتهم بقسوة. لا يخلو كائنٌ عاقلٌ من مَلَكَةِ النظر إلى الأشياء وإبداء الرأي فيها. لكن الحُكمَ الذي أصدره لا يهم إلا شخصي وأنا حر فيه، وهو لا يؤذي الأصدقاء إلا لو اعتبروا أن فقدانَ صداقتي خسارةٌ.
أمنحُ احترامي لِمن أشاء وأسحبُه مِمّن أشاء، وقبل القطيعةِ النهائية مع صديقٍ ظلمني، أقيسُ ودي وأجرِّعُه (Doser)، أكظِمُ غيظي ولا أغفَلُه، أمحِّص حُجَجِي تمحيصًا وأنظر في كتابه، سيئاته نحوِي وحسناته، فإن قلّت موازينُه، أعلّقُ صداقتي في انتظار اعتذارٍ قد يُبلسِمُ جرحِي ويشفينِي، أو أتقوقعُ، أنزوي ثم رويدًا رويدًا  وبِخطوةٍ السلحفاةِ أبتعدُ.  أتراجعُ، أقتربُ، أحنُّ، أشكُّ، أتردّدُ، أضعُفُ، أظطرِبُ، وفي غالب الأحيان على فقدان صديقٍ حميمٍ أبكِي، أذرِفُ دموعًا حارّةً وتفلِتُ من صدري زفراتٍ حَرَّى. أُرْجِي قراري وأُبْدِي تسامُحًا أو هكذا يبدو لي. بالِغُ الحساسيةِ أنا، هكذا خُلِقتُ وما خُيِّرتُ وما اخترتُ، حَسّاسًا وُلِدتُ و حَسّاسًا سوف أموتُ. لم أتجرّأ في حياتي على أحدٍ وإن حدث وأخطأتُ، أسارِعُ بالتودّدِ والاعتذارِ. لا أطالِبُكم بأكثرِ مما أبادلكم. لا أعطِي دروسًا لأحدٍ ولا أقبلُ وعظًا وإرشادًا أو مُقايظةً في إحساسي من أحدٍ، ولا يُثيرُ الفراقُ فيَّ إلا أسفًا وندمًا وحوارًا داخليًّا، جرحٌ لا يندملُ وحوارٌ لا ينتهي.
غدًا تلتقون - إن شاء الله - مع صديقي القديم، هو حيٌّ يُرزَقُ؟

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 12 أكتوبر 2017.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire