mercredi 24 janvier 2018

أنهيتُ قراءة كتاب "صِدام الحضارات" لهنتڤتون. ترجمة مواطن العالَم

يقول في آخر الكتاب:
-         الثقافات محلية ونسبية مثل الدين والعادات والتقاليد، أما الأخلاق فهي عالمية، مشتركة ومطلقة مثل إدانة الجريمة، التعذيب، القمع والديكتاتورية.
-         الحضارات يؤسسها رجالٌ أقل تحضرًا (م. ع: قال عمر: "اخشوشنوا فإن الحضارة لا تدوم"، وفعلاً لم تدم). ويُسقِطها أيضًا رجالٌ أقل تحضرًا (م. ع: الحضارة الهِلّينيّة في مصر أسقطها العرب، والحضارة العربية-الإسلامية في بغداد دمرها الماغول، إلخ.)
-         ما معنى حضارة؟ هي النظام، القانون، الأخلاق، ازدهار الفنون، الآداب، الفلسفة، العلوم، التكنولوجيات، والتطور العسكري، الاقتصادي والسياسي.

ختم هنتڤتون كتابه في الصفحة قبل الأخيرة، 486، بموجات إيجابية على عكس ما حبّره في 485 صفحة التي سبقتها، فقال على لسان بيرسون، 1950 : "على الحضارات أن تتعلم التعايش جنبًا إلى جنبٍ، وعليها أيضًا نَسْجُ علاقات سلمية لتعارفوا ("يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" قرآن)، والاطلاع على تاريخِ بعضهم البعض، مُثُلِهم العليا، فنونِهم وثقافاتِهم، وذلك أفْيَدُ وأغنَى لهم إن كانوا يعلمون". (هنتڤتون، صِدام الحضارات، النسخة الفرنسية، 1996)

رأيي المتواضَع في الكتاب:
أخَذَ مني شهرًا بمعدل أربع ساعات يوميًّا، ساعة قراءة وثلاث ساعات في الترجمة، الرقن، النشر، التصحيح، والتعديل. استفدتُ منه كثيرًا رغم إكثارِه من ضربِ الأمثلةِ وكأنه يكتُبَ لـ"المْسَتْكِينْ". كنتُ ألوم الفلاسفة على الاقتصادِ في ذكرِ الأمثلةِ، جاء هنتڤتون فـ"هرّاني" أمثلةً. اللومُ الثاني، لم يتوسع في تحليل الصراع العربي-الصهيوني، مر عليه مرور الكرام، وكُلكم أدرَي بالسبب دون ذكره، هيمنة اللوبيات الصهيونية في أمريكا.

إنصافًا للكتاب، قرأتُ عنه اتهامات كثيرة لكنني لم أجد جلها في الكتاب، ربما لأنني لستُ ناقدًا جيدًا أو مثقفًا مطلعًا بما فيه الكفاية، هو نصٌّ وصفيٌّ تحليليٌّ لصِدامِ الحضاراتِ وليس حُكمًا عليها أو تمجيدًا وتبشيرًا بها. لاحظتُ على الكاتبِ كُرهًا مقنّعًا للإسلام والمسلمين وعداوةً محتشمةً لهم، وَصَمَهُمْ بالعنفِ والدمويةِ دون غيرهم من الحضارات، ولو قرأ أمين معلوف فلَربما كان غيّر رأيَه "عاشت عائلتُنا المسيحية في لبنان 14 قرنًا تحت الحكم الإسلامي، ولم يمسسنا أي سوءٍ في كنيستِنا ولا في عِرضِنا أو مالِنا".

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 25 جانفي 2018.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire