vendredi 12 janvier 2018

رسالة ودية موجهة إلى مُناوِئِيَّ من أبناء بلدي الذين لم يتوبوا عن الإساءة لشخصي على صفحات التواصل الاجتماعي، وهما والحمد لله اثنان لا ثالث يؤنسهما، واحد مقيم بالعاصمة وزميله في امتهان ثلبِي يعيش في ڤابس ؟ مواطن العالَم

الله يهدي ما خَلَقَ وخاصة "ها الزْوَيِّزْ"، أنا أشهد أنني تُبتُ عنكما وحذفتكما من قائمة أصدقائي ولا تصلني شتائمكما إلا عبر ما ينقله لي بعض الأصدقاء المتعاطفين معي، ولم أكتب فيكما حرفًا واحدًا، لا شكرًا ولا ذمّا، طيلة عام 2017 ولن أكتبَ مهما في ثلبكما تفنّنتما. والله وبصدقٍ أنا أرِقُّ لحالكما، وأرأفُ بخياليكما الملِيئين بالحسد والخوف (Paranoïaque) من شخصي الذي لا يقدر على إيذاء نملةٍ، أفيقا بني بلدي فأنتما تصارعان طواحين ريح من صُنع ضيق أفقكما، أنتما تبذلان جهدًا في غير محله وتخطئ سهامكما فريستكما، رجاءً صوّبوا الرماية مستقبلاً واختاروا صيدًا سمينًا ينفعكم، سيبوا "حمة" وشدوا في حمة، الله يرزقكم بالصيد النافع والغيث النافع!

على ماذا يا ترى تحسدان شيخًا فقيرًا مسالِمًا في الخامسة والستين من عمره؟
أتَغْبِطانِي:
-         على شبابي أو ثروتي أو جاهِي؟ صفرٌ في الثلاثة والحمد لله الذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه!
-         على كرسيٍّ في مقهى الشيحي الكْحْيانَة، أقرأ يوميًّا كتابًا وراء كتابٍ على الساعة السادسة صابحًا؟ كتبٌ استعرتُها، لقلة ذات الحال، مجانًا من المكتبة العمومية أو من بعض الأصدقاء المثقفين.
-         على تطوعي المجانيّ لإلقاء محاضرات في اختصاصي، علوم التربية، في بعض الندوات الفكرية؟
-         على تطوعي في تأليفِ  كتابٍ في عشقِ نمط العيش الجمني زمن الخمسينيات والستينيات وفي تثمين تجربة جمنة الرائدة في الاقتصاد الاجتماعي التضامني: "جمنة وفخ العولمة" أو "Jemna & Révolution" (مَوَّلَت "جمعية حماية واحات جمنة" مباشرةً طباعة 1000 نسخة، تبرعتُ لها بـ900 نسخة دون مقابل ولو ملّيمًا أحمرَا واحدًا، واحتفظتُ بـ100 نسخة، تصرفتُ فيها بيعًا وإهداءً).
-         عام 2011، تبرعتُ ككل الجمنين بـ30د للذكّار، وبتدخلي الشخصي لدى أساتذتي بجامعة كلود برنار ليون 1، وُفِّقتُ في جلبِ مساندة معنوية وزيارة ميدانية وتغطية إعلامية فرنسية، ونجحتُ في الحصولِ منهم على مساندة مادية قدرها 2000د، أرسِلت حوالةً بريديةً من فرنسا مباشرةً أيضًا إلى طاهر الطاهري، رئيس الجمعية.
-         أول ظهور إعلامي لقضية جمنة كان من تدبيري وتنظيمي، برزتُ فيه مدافعًا متحمسًا شرسًا على قضيتنا الأهم صحبة طاهر الطاهري على قناة (TNN) سنة 2014، وأنتما تحاولان تعكير علاقتي مع أعضاء "جمعية حماية واحات جمنة"، لم تُفلِحا والحمد لله، ولا زالت ثقة الجمعية في شخصي تكبر يومًا بعد يومٍ، ومحاضرة الأمس في الحمامت لن تكون بحول الله الأخيرة: بلغني أخيرًا استدعاء شفوي من طاهر الطاهري رئيس "جمعية حماية واحات جمنة" لتقديم محاضرة حول الإصلاح التربوي يوم 7 فيفري 2018 بمعهد جمنة، والدعوة موجهة مني إليكما الاثنين، لا للاستفادة، بل حتى تكتشفا حجميَ الطبيعيَّ المتواضعَ وتكفّا عن كرهكما الكبيرِ الذي لا يتناسبُ تمامًا مع الواقعِ المرئيِّ والمحسوسِ.
-         أنا لم ولن أحتكرَ التحدث في الندوات باسم جمنة، واسألوا أصدقائي الثلاثة في تونس الذين قدمتهم على نفسي في عدة مناسبات، وذلك ليس من باب المجاملة بل من باب الجدوى في علوم التواصل، لأن بتغييرِ المتحدثِ يتغيرُ الخطابُ ويغتني أكثر ويصل إلى المتلقِّي ربما بصيغةٍ أفضلَ، ووالله لو تقدمتما أنتما الاثنان لفعلتُ معكما نفس الشيء، جرّباني إن شئتما فلن تريا مني دون مزيةٍ إلا كل الترحابِ والتكريمِ والتبجيلِ والاحترامِ، وفي الأخير تستفيدُ جمنة لا غيرها، وما محمد كشكار إلا جنديٌّ متطوعٌ في خدمة جمنة، تدعونني ألبّي نداء الواجب دون تردد ودون طمعٍ في جزاءٍ أو شكورٍ، ولو كان عندي حرية الاختيار لاخترتُ كرسيًّا وكتابًا في مقهى الشيحي وهذا أقصى طموحي والسلام على مَن تابَ أو سيتوبُ عن الثلبِ والإيذاءِ، و"مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ".
-         يا مُناوِئِايَ، ماذا تطلبان مني أكثر؟ هل قدمتما أنتما الاثنان معًا عُشر ما قدمتُ أنا حتى يحق لكما أن تستخسرا فيّ شرف تمثيل جمنة في العاصمة في عشرات الندوات الفكرية وبعض البلاتوهات التلفزية؟ اطلبي مني يا جمنة ما تشائين وطلباتك تنزل على محمد كشكار أوامر، ولو طلبتِ دمي ما بخلتُ بروحي فداك يا غالية، خيرُكِ سابقٌ ولن أعطيك مهما تكرّمتُ، أكثر مما منحتيني دون أن أطلب وجنّبتِيني ذل السؤال.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 12 جانفي 2018.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire