jeudi 18 janvier 2018

أقترحُ طريقةً طريفةً للتظاهرِ السلميِّ احتجاجًا على الفسادِ الذي ينخُرُ الحكومةَ والمجتمعَ؟ مواطن العالَم

فكرةٌ خطرتْ ببالي وأنا أشاهدُ مواطنينَ صينيينَ في محطة باص، ولتقصيرِ مدة انتظار مرور الحافلة، تراهم يُشغّلون بأرجلهم دوّاسَتَي درّاجة ثابتة بهدفِ توليد الكهرباء النظيفة مجانيًّا (Comme les pédales et le dynamo d`une bicyclette).

لماذا لا نجهِّزُ أرصفةَ شوارعَ مُدُنِنا وساحاتِها بآلافِ الدوّاساتِ من هذا النوع، وفي كل مظاهرة (وما أكثرها عندنا في الموسم السنوي)، نضعُ لافتاتِنا على الرصيفِ ونقومُ بتشغيلِ المحرّكات احتجاجًا (كلٌّ حسب جهده)، عوض الاستعراض والصراخِ، وبهذا الأسلوب الاحتجاجي الراقي نُنتِجُ طاقةً كهربائيةً نظيفةً نحن في أشد الحاجةِ إليها مجانيةً (كلٌّ حسب حاجتِه، على ملك المجتمع المدني وتحت تصرفه يوزعها بالعدل كما يشاء هو وليس كما تشاء الحكومة).
نتظاهرُ بصمتٍ مَهِيبٍ رَهِيبٍ، ونُبرهنُ، لأنفسِنا أولاً وللعالَم ثانيةً، على نُكرانِ ذواتِنا من أجلِ خدمةِ المصلحةِ العامةِ.

فكرةٌ، لو طُبِّقت كما أتخيلُها، لَزَلزَلت الرأيَ العامَّ وجلبتْ لنا احترامَ العالَم، ولَتوافدَ على بلدِنا ملايين السياح وآلاف الصحفيين الأجانب من كل أصقاع الدنيا، كما توافدوا على مسقطِ رأسي جمنة إعجابًا بتجربتها الرائدة في الاقتصاد الاجتماعي-التضامني.

في نهاية المظاهرة، يرجعُ المُحتجُّ إلى بيتِه وقد حقَّقَ ثلاثة إنجازات عظيمة في يومٍ واحدٍ: قام بتمرينِ رياضيٍّ-صحّيٍّ نافعٍ لبدنِه هو، أنجزَ عملاً تَطوعيًّا مُنتِجًا للكهرباءِ المجانيةِ، وأوصلَ احتجاجَه للعالَمِ أجمع.

فكرةٌ لم يطبقها - على حد علمي - أحدٌ قبلنا، لا قديمًا ولا حديثًا، فلماذا لا نكونُ نحن السبّاقينَ إلى تطبيقِها؟
تصوّرْ وأنتَ ذاهبٌ إلى العملِ أو راجعٌ من العملِ، فتشاهدُ أحدًا على الرصيفِ وهو "يُبَسْكِلُ" في مكانِه ويسمعُ الموسيقى في نفس الوقت من سَمَّاعتِه الرأسية (Casque audio)، تقتربُ منه بِبُطءٍ، وبأدبٍ تُحَيِّيهِ، تقرأ لافِتَتَهُ، وبِإماءةٍ رأسيةٍ أو يدوية تُشجعه ثم تنصرفُ وتتركه وشأنُه.
وهل يتجرأ شرطيٌّ على إقلاقِهِ؟

وأنا، كعادتي، أقرأ على جليسي ما حبَّرتُ قبل النشرِ، سألني: ومِن أين سنستوردُ هذا الكم الهائل من المحركات الكهربائية الثابتة؟ ولو أنني لا أحبّذُ الخَوضَ في المسائل التقنية لجهلي بها، لكن هذه التقنية بالذات تُعتَبرُ من التكنولوجيات البسيطة جدًّا، وأنا واثقٌ تمامَ الوثوقِ من قُدرةِ المليون صيني-تونسي في صفاقس على تصنيعِ آلافِ "المحركات بدوّاسات" في ظرفِ سنةٍ على أقصَى تقديرٍ.

إمضائي
"
المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" قرآن

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 18 جانفي 2018.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire