ماذا جلبت لنا التنمية الرأسمالية
في تونس منذ السبعينيات من القرن الماضي؟
-
الصناعات الكيميائية المغاربية
بڤابس (ICM) جلبت لديارنا
خراب الحرث والنسل: لوّثت الهواء بنفاياتها الكبرِيتية فتسببت في انتشار الأمراض الصدرية، لوّثت خليج ڤابس
بنفاياتها الفوسفوجبسية فخسرنا ثروة سمكية إستراتيجية لا تُقدّر بثمن، وبسببها
فقدت مدينة ڤابس بريق شطآنها السياحية وجمال واحتها الخلاب، حِنّاء ورمان.
-
قانون أفريل 72 سيء الذكر تسبب
في تصنيف تونس "جنة المتهربين من دفع الضرائب" من قِبل الاتحاد الأوروبي.
"ضْرَبْنِي وبْكَى، سْبَقْنِي وشْكَى". مَن هم المتهربون المستفيدون؟ أليسوا
هم أنفسهم المستثمرون الأوروبيون؟ استغلوا عمّالنا وعاملاتنا بأبخس الأجور وعند هبوبِ
أول نسمة حرية (الثورة)، فرّوا إلى المغرب كالسرّاق. الله يهلكهم، لم يتركوا لنا إلا
ماكينات بدأ ينخرها الصدأ ولم ينقلوا لنا إلا الجشع والاستغلال، لا تكنولوجيا ولا
هم يحزنون. أخذوا أغلى ما عندنا، عرق شبابنا، وورّثونا الخراب البيئي وآلاف
العاطلين الكهول.
-
الصناعات الغذائية الثانوية
(ياغورط، بسكويت، زبدة، شكلاطة، حلويات، إلخ) فاقمت لدينا أمراض السكري وأمراض
القلب والشرايين، الصناعات التجميلية (ماكياج، ملوِّنات، شمبو، إلخ) زادت من نسبة
السرطان عندنا، صناعات مواد البناء (دهن، بلور، حنفيات، إلخ) ضاعفت أثمان قبور
الحياة، صناعات الملابس الجاهزة الاصطناعية (synthétique) تسببت لنا في أمراض الحساسية. شوّهوا نمط عيشنا وجعلونا لنمطهم مقلدين
تابعين وفي وطننا منبتّين.
-
سرقوا بذورنا، هجّنوها الهَجَناء
ثم باعوها لنا بأغلى الأثمان، بذور معدلة جينيًّا تُثمِر مرة واحدة، ويقولون لنا
"العلم محايد"، الله يُحيّد شرّهم ويردّه إلى نحورهم ونحور تابعيهم المرتزقة
التونسيين عديمي الضمير والدين، مستثمرين وسياسيين وإعلاميين وصحفيين وجمعياتيين.
خاتمة: يلعن بُوكم، وبُو المخيّر فيكم يا رُوَيْبِضَة ("شخصٌ
تافهٌ يتحكم في مصير العالَم" مثل ترامب وساركوزي) يا أولاد شِحِيبَرْ، أيها المستثمرون
الأوروبيون الأنانيون الانتهازيون الجشعون الفَيْروسيون ويلعن بُو مَن كان سببًا
في دخولكم لتونس. بلاش منكم، وبلاش من استثماراتكم وتنميتكم. خَلّونا متخلفين، فتخلفنا
أفضل ألف مرة من تقدمكم المدمّر للبيئة والبشر، وفقرنا أشرف من رفاهيتكم المبنية
على استعماركم لبلداننا ونهب ثرواتنا الطبيعية على مدى قرون، وأكواخنا أشرف من
ناطحات سحابكم المشيّدة على أكتاف عمّالنا في الداخل والخارج. والله بفقرنا وجهلنا
وتخلفنا، نحن أقل منكم خطرًا على مستقبل الإنسانية وأقل منكم ضررًا بالبيئة يا
أولاد ... والله قهوة إكسبريس بلاش سكر في مقهى الشيحي أحلَى من أحلى نُزُلِكم،
وصُحبة كتابٍ من كتبِ مفكريكم اليساريين غير الماركسيين أفضل من مجموع ثرواتكم. ولو
كانت الحريةُ تُقايَضُ بالتنمية الاقتصاديةِ، لَمُجِّدَ الديكتاتور ستالين، صاحب أعظم
إنجازاتِ مادية في تاريخ الاتحاد السوفياتي.
ولكم في تجربة جمنة في الاقتصاد الاجتماعي-التضامني
أسوةٌ حسنةٌ إن كنتم تعقِلون.
إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ
العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك
فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد
فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل
أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد"
مواطن العالَم
"وَلَا
تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ
الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، السبت 27 جانفي 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire