dimanche 21 janvier 2018

واهمٌ مَن يتصور نفسه قادرًا على الفصل بين العوامل الداخلية والعوامل الخارجية في أي ظاهرةٍ؟ مواطن العالم

يبدو لي أن زمن الاعتماد على التحليل النظري السياسي الذي يفصل بين العوامل الداخلية والعوامل الخارجية في فهم التحولات في الدول العربية، زمن قد ولى وانتهى كزمن الفصل في البيولوجيا بين الوراثي والمكتسب. يجب أن لا نفصل بين الاثنين ولا نوزع مجانية نسبا مئوية على الطرفين، كأن نقول مثل ما قال أنور السادات بعد حرب أكتوبر 1973: "99 في المائة من الحل في يد أمريكا". يبدو لي أن سبب مشاكلنا العربية ناتج 100 في المائة عن عوامل خارجية، و في الوقت نفسه 100 في المائة عن عوامل داخلية. هذا ليس تلاعبا بالألفاظ بل اعترافا بتعقد المسألة، فوضعنا العربي معقد بشكل يعجز حياله المحلل السياسي عن تحديد طبيعة الأسباب أو تصنيفها إلى داخلي أو خارجي خاصة في الزمن الحديث، زمن العولمة. هل تستطيع أن تجيبني بوضوح عندما أطرح بعض الأسئلة: هل أسباب فقرنا خارجية أم داخلية؟ هل سبب اندلاع ثوراتنا خارجي أو داخلي؟ هل نتحكم داخليا في ثروتنا النفطية أم تتحكم فيها خارجيا السبع أخوات منذ 1928
  (Le cartel des sept sœurs: 4 compagnies pétrolières américaines, une anglaise BP, une néerlandaise Shell et la dernière est Française Total).
نعجز عن تحديد النسبة المئوية لهذا العامل أو ذاك بسبب تشابك العوامل وتغيّرها السريع وقد يصبح الخارجي داخليًّا أو العكس مثل: هل نعتبر "داعش" داخلية أو خارجية؟

إمضاء
قال الفيلسوف اليساري المغربي عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". ومجتمعنا التونسي عربي إسلامي، شاء اليسار التونسي اللائكي أم أبَى!
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 10 سبتمبر 2014.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire