الضيفة: صديقتي الروائية ليلى
بالحاج عمر
الحضور: 22 مشارك: 13 رجل و9
نساء فيهن 4 محجبات و5 غير محجبات (الحجابُ شَجَّعَ المرأةَ على اقتحامِ الفضاءاتِ
العامةِ وكَثَّفَ من حضورِها، كما قال صديقٌ يساريٌّ موضوعيٌّ)
القاعة: فسيحة، جميلة، نظيفة
ومجهزة تقنيًّا
تدخلي الأول: لستُ مختصًّا في
الأدبِ، لذلك لن أتحدثَ عن الروايةِ واسمحوا لي أن أقولَ كلمةً في ليلى وليس في رِوايةِ ليلى: ليلى زميلتي وصديقتي، وكلما مرّ اسمُها بخاطري أو التقيتُها في ندوةٍ إلا وغمرني شعورٌ بالفخرِ والاعتزازِ بصداقتِها. ليس لي
باعٌ أو ذراعٌ في فنِّ القَصِّ، لذلك لن أتكلمَ عنه، ومهما حاولتُ فلن أفوتَ ليلى
إبداعًا والصمتُ في حضرتِها أفضلُ.
اقرؤوا لها ولا تقرؤوا لي، ما
أبعد الثريّا على الثرى، اقرؤوا مقالاتِها، تمتّعوا أيها الثوار بقراءة روايتها
"برزخ العشاق"، فالثوارُ عند ليلى عشاقٌ أو لا يكونونْ.
تدخلي الثاني: قلتُ كلمةً في
ليلى والآن سأقول كلمةً في الثورة، والثورة وليلى أخوات: الثورةُ لحظةُ انبثاقٍ (Émergence) مثل تجربة جمنة. ولا يمكن
لانبثاقٍ أن يشبهَ انبثاقًا سبقه أو لحقه أو سيلحقه. ومَن رفضَ الثورةَ هو شخصٌ
كبّله وعيُه، وكلما ارتفعَ الوعيُ الإيديولوجي غير النقدي، كلما قَلَّ الفعلُ، وسَجَنَ
الوعيُ حاملَه داخل براديڤمٍ ثوريٍّ مَحَنَّطٍ. حاملُهُ، الإنسانٌ الواعي المؤدلَجُ،
رفضَ المولودَ وهو عَمُّ الوَلَدِ أو الوالِدُ نفسُه، وكأنه كان ينتظرُ أن يكون
الولدُ نسخةً من أبيه. وكل ما يأتي بعد الثورة فالثورة ليست مسؤولةً عنه. الثورةُ
وضعتْ ويكفيها شرفًا أنها وضعتْ. وهل الوضعُ مهمةٌ سهلةٌ؟ وهل يرجعُ المولودُ إلى
رحمِ أمِّهِ، حتى لو أنكرهُ الناسُ جميعًا؟
ماذا وضعتِ الثورةُ؟
وضعتْ الحريةَ، وما أدراك ما
الحريةُ؟ الحريةُ كالماءِ تجعلُ مِن كل فردٍ منا بشرًا حرًّا... حرًّا غير مقيَّدٍ
من الداخلِ. أما إزالةُ قيودِ الخارجِ، فتلك هي مهمةُ الفردِ الحرِّ وليست مهمةَ
الثورةِ. الثورةُ أنْجَزَتْ
مهمتَها، فانْجِزْ
أنتَ مهمتَكَ.
إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ
العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك
فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد
فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل
أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد"
مواطن العالَم
"وَلَا
تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ
الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 15 جانفي 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire