mercredi 24 janvier 2018

أوهامُ الحضارةِ الغربيةِ بعالميةِ رسالتِها، ثلاثةٌ؟ ترجمة مواطن العالَم

     1.     وهمٌ خاطئٌ تمامًا: الثقافة الغربية، ثقافةٌ عالميةٌ مشتركةٌ وناطقةٌ باللغة الأنڤليزية.
2.     وهمٌ غير أخلاقي: إجبار العالَم غير الغربي (خاصة الصينيين والمسلمين) على تبنّي قِيم الغربِ ومؤسساته، وتجاهل قِيم الآخرين. وهمٌ، من المفروض أن يكون من مخلفات الحرب الباردة بين العالم الرأسمالي والعالم الاشتراكي. نموذجُ الغربِ، نموذجٌ ولَّى وانتهى، ولم يعد مهيمنًا اقتصاديًّا مع بروز الصين، ولا ديمغرافيًّا مع تكاثر المسلمين السريع.
3.     وهمٌ خطيرٌ على العالم غير الغربي وعلى العالم الغربي نفسه: محاولة فرض النموذج الغربي بالقوة الناعمة والمسلحة قد يتسبب في قيام حروب بين الدول الرائدة (بين الصين وتركيا وإيران أو على العكس تحالف الحضارتين، الكونفوشيوسية والإسلام ضد الغرب) مما قد ينجر عنها انهيار الغرب كما انهار الاتحاد السوفياتي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.

يبدو لهنتڤتون أنه كان على الغرب أن يأخذ العِبرة من انقراض عديد الحضارات العظيمة التي سبقته مثل الحضارات القديمة، البابلية، الفرعونية، الإغريقية، الرومانية، الأنكا، إلخ. جميعها مرت بثلاث مراحل: وِلادةٌ وانبثاقٌ، عصرٌ ذهبيٌّ، عصرُ انحطاطٍ، فكُتُبُ التاريخِ. وعليه أيضًا أن يكتفي بالكنسِ أمام بيتِه عوض التكبر على العالمين وادعاء ما ليس فيه، العالمية، عالميةٌ مذمومةٌ ومرفوضةٌ بالإجماع من كل دولِ العالم غير الغربي.

هنتڤتون يقترح على أمته الغربية حزمة من الحلول:
-         تعطيل تطور القوة العسكرية التقليدية والنووية لدى دول الحضارات المنافسة والمعادية إسترايجيًّا، خاصةً الكونفوشيوسية والإسلام (م. ع: انظر ما تفعله أمريكا اليوم مع إيران وكوريا الشمالية، وما فعلته إسرائيل في العراق عام 1981، تدميرُ مفاعل بغداد النووي تدميرًا كاملاً).
-         توسيع دائرة الاتحاد الأوروبي (م.ع: بريطانيا فعلت العكس وخرجت منه في 2016- Brexit ) ودائرة الحلف الأطلسي (L`OTAN).
-         تشجيع أمريكا اللاتينية على الانضمام للغرب 
(L`occidentalisation totale et générale).
-         ثَنْيُ اليابان بكل الطرق عن الاقتراب من الصين أو الابتعاد عن الغرب.
-         تحييد روسيا وتقديرها اعتباريًّا كدولة رائدة وقائدة لدول الحضارة الأورتودكسية المنافسة وغير المعادية إسترايجيًّا.
-         المحافظة على التفوق الغربي التكنولوجي والعسكري مع باقي الحضارات والدول.
-         أخيرًا وخاصةً، الوعيُ بخطورةِ التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول الحضارات المعادية والمنافسة، تدخلٌ لو حدث فقد يتسبب في تفشي الصراعات الجانبية غير مضمونة العواقب بين الحضارات والمذاهب المختلفة (المسيحية-اليهودية، الإسلام، الكونفيوشيسية، الهندوسية، وتفرعاتها: الكاثوليكية، البروتستانتية، الأورتودكسية، الصهيونية، السنة، الشيعة، البوذية، إلخ.). (هنتڤتون، صِدام الحضارات، النسخة الفرنسية، ص. ص. 468-471)

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 24 جانفي 2018.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire